كتاب مسلم بن عقيل يخبرني باجتماعكم على نصرنا والطلب بحقّنا ، فسألتُ الله أنْ يُحسن لنا الصنع ويثيبكم على ذلك أعظم الأجر ، وقد شخصت إليكم من مكّة يوم الثلاثاء لثمان مضين من ذي الحِجّة ، فإذا قدم عليكم رسولي ، فانكمشوا في أمركم ، فإنّي قادم في أيّامي هذه».
بعض العيون
وسار من الحاجر ، وكان لا يمرّ بماء من مياه العرب إلاّ اتبعوه (١) ، فانتهى إلى ماء من مياه العرب عليه عبد الله بن مطيع العدوي ، ولمّا عرف أنّ الحسين قاصد للعراق قال له : اُذكّرك الله يابن رسول الله وحرمة الإسلام أنْ تنتهك ، اُنشدك الله في حرمة العرب ، فوالله لئن طلبتَ ما في أيدي بني اُميّة ليقتلوك ، ولئن قتلوك لا يهابوا أحداً بعدك. فأبى الحسين إلاّ أنْ يمضي (٢).
الخزيمية
وأقام (عليه السّلام) في الخزيمية (٣) يوماً وليلة فلمّا أصبح أقبلتْ إليه اُخته زينب (عليها السّلام) وقالت : إنّي سمعتُ هاتفاً يقول :
ألا يا عينُ فاحتفلي بجهد |
|
فمن يبكي على الشهداء بعدي |
على قوم تسوقهُمُ المنايا |
|
بمقدارٍ إلى انجاز وعدِ |
فقال يا اختاه كل الذي قضي فهو كائن (٤).
__________________
(١) البداية لابن كثير ج ٨ ص ١٦٨.
(٢) ارشاد المفيد.
(٣) بضم اوله وفتح ثانيه نسبة إلى خزيمة بن حازم تقع بعد زرود للذاهب من الكوفة إلى مكة وما نذكره من ترتيب المنازل اخذناه من «معجم البلدان».
(٤) ابن نما ص ٢٣.