من القضايا ، التي زوّرتها الأقلام المسخرة ؛ لتركيز دعائم الاُمويين. هذا أمر لا يهمنا بقدر ما يهمنا الإلماع إلى شيء ، وهو : أن الكتاب صدر في الثلاثينات ، وكان يومذاك من المعيب على العالِم أن يجرد نفسه في الإشتغال باُمور ليست من صلب الفقه والاُصول ، ويُعتبر عمله مزرياً به ، وبمنزلته وفضله. والمترجَم له كسر أقفال الحديد التي تمنع الرجل العالِم أن يبحث وينشط للطبع والتعليق ، أو التحقيق في كتاب لجهبذ من أعلامنا في القرون المتقدمة ؛ ولذلك لم تتطامن نفوس الحوزة العلمية إلى أن ينصرف عَلم من أعلامها إلى البحث في اُمور لا تتصل بالفقه او الاصول!. واشتد الاستغراب لدى الحوزة لمّا برز كتاب للمرحوم الشيخ عبد الحسين الأميني (شهداء الفضيلة) ، وجاء الباحث المنقّب المرحوم آغا بزرك الطهراني فباشر بإخراج موسوعته الجليلة (الذريعة) ، وتُخرج أجزاءه الاولى مطابع النجف ، ويسبقهم في العمل المرحوم الحُجّة الثقة الشيخ عبّاس القمي ، فيخرج كتابه النفيس (الكنى والألقاب) ، ثمّ يأتي منتدى النشر فيحقق كتاب السيّد الرضي (حقائق التأويل) ويكتب له مقدّمة نفيسة الحُجّة العالم ، والشاعر الشيخ عبد الحسين الحلي. وهكذا ألّف أهل الفضل والعلم هذا اللون من طرائق الكتابة والدراسة ، فتتابعت المؤلفات وبالأحرى الدراسات ، وحينئذ لا يمكن أن يبقى (مؤلَّف) يتراكم عليه غبار النسيان والإهمال ، فالمطابع ودور النشر والقرّاء ، يقبلون عليها في كثير من الرضا ، وحينئذ عمّت المكتبات الخاصة والعامة ، وكثر المنتفعون بتحقيقات أهل العلم.
٨ ـ كتاب مقتل الحسين
قال الشاعر :
أنستْ رزيتُكم رزايانا التي |
|
سلفت وهوَّنت الرَّزايا الآتية |
إنّه يشير إلى رزية كربلاء ، حيث هي الفاجعة العظمى والكارثة الكبرى ، التي نزلت بساحة آل المصطفى (عليهم السّلام) ، حيث الدواهي التي صاحبتها في سلسلة مسيرة آل بيت الوحي من المدينة إلى العراق والشام ، كانت تقرح القلب وتدمي الفؤاد. وقد كان الائمة الامجاد (عليهم السّلام) يستحثون شيعتهم بأن لا يتناسوها ، ويعملوا كل شيء في سبيل إحياء ذكراها «أحيوا أمرنا ، رحم الله مَن أحيا أمرنا» ، لذلك رافقتها فصول أدخلت رواية الحادثة فيها ، والطابع الحزين المثير للعواطف ، والمستفز