فإن نهزم فهزّامون قدماً |
|
وإن نهْزَم فغير مُهزَّمينا |
وما أن طبنا (١) جبن ولكن |
|
منايانا ودولة آخرينا |
فقل للشامتين بنا أفيقوا |
|
سيلقى الشامتون كما لقينا |
إذا مات الموت رفَّع عن اُناس |
|
بكلكله أناخ بآخرينا |
أما والله ، لا تلبثون بعدها إلاّ كريثما يركب الفرس ، حتّى تدور بكم دور الرحى وتقلق بكم قلق المحور ، عهدٌ عَهَده إليَّ أبي عن جدّي رسول الله ، فاجمعوا أمركم وشركاءكم ، ثمّ لا يكن أمركم عليكم غمّة ثمّ اقضوا إليَّ ولا تنظرون ، إنّي توكّلت على الله ربّي وربّكم ، ما من دابّة إلاّ هو آخذ بناصيتها إنّ ربّي على صراط المستقيم» (٢).
ثمّ رفع يدَيه نحو السّماء وقال : «اللهمّ ، احبس عنهم قطر السّماء ، وابعث عليهم سنين كسنيّ يوسف ، وسلّط عليهم غلام ثقيف يسقيهم كأساً مصبرة ، فإنّهم كذبونا وخذلونا ، وأنت ربّنا عليك توكّلنا وإليك المصير (٣). والله لا يدع أحداً منهم إلاّ انتقم لي منه ، قتلةً بقتلة وضربةً بضربة ، وإنّه لينتصر لي ولأهل بيتي وأشياعي» (٤).
ضلال ابن سعد
واستدعى الحسين (ع) عمر بن سعد ، فدُعي له ـ وكان كارهاً لا يحبّ أن يأتيه ـ فقال (ع) : «أي عمر ، أتزعم أنّك تقتلني ويولّيك الدعيّ بلاد الري وجرجان؟ والله لا تتهنّأ بذلك ، عهد معهود فاصنع ما أنت صانع ، فإنّك لا تفرح بعدي بدنيا ولا آخرة ، وكأنّي برأسك على قصبة يتراماه الصبيان بالكوفة ويتّخذونه غرضاً بينهم» ، فصرف بوجهه عنه مغضباً (٥).
__________________
(١) الطب (بالكسر) : الإرادة والعادة.
(٢) تاريخ ابن عساكر ٤ ص ٣٣٤ ، والمقتل للخوارزمي ٢ ص ٧ ، واللهوف ص ٥٤.
(٣) اللهوف ص ٥٦ ، طبعة صيدا ، والمقتل للخوارزمي ٣ ص ٧.
(٤) مقتل العوالم ص ٨٤.
(٥) تظلّم الزهراء (عليها السّلام) ص ١١٠ ، ومقتل العوالم ص ٨٤ ، ومقتل الخوارزمي ٢ ص ٨.