خيثمة الجعفي وهاني بن شبيب الحضرمي وجرير بن مسعود الحضرمي (١) ، وأراد رجل منهم أخذ تكّة سرواله ـ وكان لها قيمة ـ وذلك بعدما سلبه النّاس يقول : أردت أن أنزع التكّة فوضع يده اليمنى عليها فلم أقدر على رفعها فقطعتُ يمينه ، فوضع يده اليسرى عليها فلم أقدر على رفعها فقطعتها ، وهممتُ بنزع السّروال فسمعت زلزة ، فخفتُ وتركته وغشي عليَّ ، وفي هذه الحال رأيت النّبي وعلياً وفاطة والحسن ، وفاطمة تقول : «يا بُني قتلوك؟! قتلهم الله ، فقال لها : يا اُم قطع يدي هذا النائم». فدعت عليَّ وقالت : «قطع الله يديك ورجلَيك وأعمى بصرك وأدخلك النّار». فذهب بصري وسقطت يداي ورجلاي فلم يبقَ من دعائها إلاّ النّار (٢).
وآ صريعاً عالج الموت بلا |
|
شدّ لحيين ولا مدّ ردا |
||
غسّلوه بدم الطعن وما |
|
كفّنوه غير بوغاء الثرى |
||
قتلوه بعد علمٍ منهُمُ |
|
أنّه خامس أصحاب الكسا |
||
يا رسول الله يا فاطمة |
|
يا أمير الؤمنين المرتضى |
||
عظّم الله لك الأجر بمن |
|
كضّ أحشاه الظما حتّى قضى |
||
ضارباً في كربلا خيمته |
|
ثم ما خيّم حتّى قوضّا |
||
ميتٌ تبكي له فاطمة |
|
وأبوها وعليٌّ ذو العلا |
||
لو رسول الله يحيا بعده |
|
قعد اليوم عليه للعزا |
||
حملوا رأساً يُصلُّون على |
|
جده الأكرم طوعاً وإبا |
||
يتهادى بينهم لم ينقضوا |
|
عمم الهام ولا حلّوا الحبا |
||
يا رسول الله لو عاينتهم |
|
وهُمُ ما بين قتل وسبا |
||
من رميضٍ يُمْنَع الظلَّ ومن |
|
عاطشٍ يُسْقى انأبيب القنا |
||
ومسوق عاثر يسعى به |
|
هاف محمول على غير وطا |
||
لرأت عينك منهم منظراً |
|
للحشا شجواً وللعين قذى |
||
ليس هذا لرسول الله يا |
|
اُمّة الطغيان والبغي جزا |
||
جِزّروا حزر الاضاحي نسله |
|
ثم ساقوا أهله سوق الاما |
||
هاتفات برسول الله في |
|
بهر السير وعثرات الخطا (٣) |
||
__________________
(١) مناقب ابن شهر آشوب ٢ ص ٢٢٤.
(٢) مقتل الخوارزمي ٢ ص ١٠٢.
(٣) للشريف الرضي أعلى الله مقامه.