مؤمناً مع عدم تقدّم إشارة إليه ولا قرينة تساعد عليه ليصح الإتيان بالألف واللام للعهد ، مع أنّ زيارة أربعين مؤمناً ممّا حثّ عليها الإسلام ، فهي من علائمه عند الشيعة والسُنّة ولَم يخصّ بها المؤمنون ليمتازوا عن غيرهم. نعم ، زيارة الحسين (ع) يوم الأربعين من قتله ممّا يدعو إليها الإيمان الخالص لأهل البيت (عليهم السّلام) ويؤكّدها الشوق الحسيني ، ومعلوم أنّ الذين يحضرون في الحائر الأطهر بعد مرور أربعين يوماً من مقتل سيّد شباب أهل الجنّة خصوص المشايعين له السّائرين على أثره.
ويشهد له عدم تباعد العلماء الأعلام عن فهم زيارة الحسين في الأربعين من صفر من هذا الحديث المبارك ، منهم أبو جعفر محمّد بن الحسن الطوسي في التهذيب ٢ / ١٧ باب فضل زيارة الحسين (ع) ، فإنّه بعد أن روى الأحاديث في فضل زيارته المطلقة ، ذكر المقيّد بأوقات خاصّة ، ومنها يوم عاشوراء ، وبعده روى هذ الحديث. وفي مصباح المتهجّد / ٥٥١ طبعة بمبئي ، ذكر شهر صفر وما فيه من الحوادث ، ثمّ قال : وفي يوم العشرين منه رجوع حرم أبي عبد الله (ع) من الشام إلى مدينة الرسول (ص) ، وورود جابر بن عبد الله الأنصاري إلى كربلاء لزيارة أبي عبد الله (ص) ، فكان أول من زاره من النّاس ، وهي زيارة الأربعين ، فروي عن أبي محمّد الحسن العسكري (عليه السّلام) أنّه قال : «علامات المؤمن خمس ...». وقال أبو الريحان البيروني : في العشرين من صفر رُدّ الرأس إلى جثّته فدفن معها. وفيه زيارة الأربعين ومجيء حرمه بعد انصرافهم من الشام (١).
وقال العلاّمة الحلّي في المنتهى ، كتاب الزيارات بعد الحج : يستحب زيارة الحسين (عليه السّلام) في العشرين من صفر. وروى الشيخ عن أبي محمّد الحسن العسكري (ع) أنّه قال : «علامات المؤمن خمس ...» إلى آخر الحديث. وفي الإقبال للسيّد رضيّ الدِّين علي بن طاووس ، عند ذكر زيارة الحسين (ع) في العشرين من صفر قال : روينا بالاسناد إلى جدِّي أبي جعفر فيما رواه بالاسناد إلى مولانا الحسن بن علي العسكري (ع) أنه قال : «علامات المؤمن خمس ...».
ونقل المجلسي (أعلى الله مقامه) في مزار البحار هذا الحديث عند ذكر فضل
__________________
(٢) الآثار الباقية ص ٣٣١.