القطعيّة المستمرّة من المسلمين ، فإنّهم لا يزالون يتصرّفون ويتمتّعون منها من غير نكير بالضرورة ، وإن كان في بعض الأخبار أنّها كذلك إلى زمان ظهور الحجّة (عجّل الله تعالى فرجه) لا مطلقاً ، وهذا أمر آخر خارج عن محلّ الكلام ، وهو من وظائف الإمام (عليه السلام).
وأمّا إرث من لا وارث له أو صفايا الملوك أو ما أُخذ من الكفّار بغير قتال غير الأراضي من المنقولات كالمواشي ونحوها : فلم يدلّ أيّ دليل على إباحتها وجواز التصرّف فيها ، فإنّ أدلّة التحليل كلّها ضعاف ما عدا روايتين مختصّتين بما انتقل من الغير كما تقدّم (١). فالتصرّف في هذه الأُمور بدعوى أنّها من الأنفال وقد أباحوها للشيعة وكذا غيرها من سائر أموال الإمام (عليه السلام) غير جائز ، إذ لم يثبت ذلك بحيث يتناول المقام قطعاً حسبما عرفت.
هذا تمام الكلام في كتاب الخمس وما يتعلّق به من الأنفال.
ويقع البحث بعد ذلك في كتاب الحجّ إن شاء الله تعالى.
والحمد لله أوّلاً وآخراً وظاهراً وباطناً وصلّى الله على سيِّدنا ونبيّنا محمّد وآله الطاهرين.
حرّره بيمناه الداثرة مُعتكِفاً بجوار العتبة المقدّسة العلويّة على مشرّفها آلاف الثّناء والتحيّة مستجيراً بذمّته حيّاً وميّتاً عبده الأثيم مرتضى خلف العلّامة الفقيه سماحة آية الله العظيم الحاج الشيخ علي محمّد البروجردي (طاب ثراه).
وكان الفراغ في يوم الأحد ١٦ ربيع الثاني سنة ١٣٩٨.
__________________
(١) في ص ٣٥١ ٣٥٥.