الأربعة أخماس هل هو بتحليل من الله تعالى ابتداءً ، أو بإذن من الإمام (عليه السلام)؟
وتدل على التفصيل صحيحة إسحاق بن عمّار ، قال : سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن الأنفال «فقال : هي القرى التي قد خربت إلى قوله : وكلّ أرض لا ربّ لها ، والمعادن منها» أو : «فيها» على اختلاف النسخ (١) ، فإنّ الضمير في «منها» أو «فيها» يرجع إلى الأرض ، فعدّ من الأنفال : المعادن من هذه الأراضي التي تكون هي بنفسها أيضاً من الأنفال لا مطلق المعادن ، فلاحظ.
ومنها : ميراث من لا وارث له. وهذا أيضاً ممّا لا إشكال فيه ، وقد دلّت عليه الروايات المعتبرة المذكورة في كتاب الإرث ، ولم يذكر صاحب الوسائل منها ههنا إلّا رواية واحدة ، وهي موثّقة أبان بن تغلب عن أبي عبد الله (عليه السلام) : في الرجل يموت ولا وارث له ولا مولى «قال : هو من أهل هذه الآية (يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفالِ)» (٢).
هذا كلّه في موضوع الأنفال.
وأمّا حكمها :
أمّا الأراضي : فلا شكّ أنّهم (عليهم السلام) حلّلوها لكلّ من أحياها ، قال (صلّى الله عليه وآله) : «ثمّ هي منِّي لكم أيُّها المسلمون» (٣) ، وقد ورد أنّ «من أحيا أرضاً فهي له» (٤) ، فالناس كلّهم مرخّصون في التصرّف فيها أو فيما يتكوّن فيها أو عليها من المعادن والأشجار والأحجار ونحوها. وقد دلّت عليه السيرة
__________________
(١) الوسائل ٩ : ٥٣١ / أبواب الأنفال ب ١ ح ٢٠.
(٢) الوسائل ٩ : ٥٢٨ / أبواب الأنفال ب ١ ح ١٤ ، والآية من الأنفال ٨ : ١.
(٣) لاحظ المستدرك ١٧ : ١١٢ / أبواب إحياء الموات ب ١ ح ٥.
(٤) الوسائل ٢٥ : ٤١٢ / كتاب إحياء الموات ب ١ ح ٥.