والمخرج بالاستثناء عينه.
(فَطافَ عَلَيْها) على الجنّة (طائِفٌ مِنْ رَبِّكَ) مبتدأ منه (وَهُمْ نائِمُونَ فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ) كالبستان الّذي صرم ثماره ، أي : المقطوع بحيث لم يبق فيه شيء. فعيل بمعنى مفعول.
وقيل : الصريم اسم الليل والنهار. سمّيا به لأنّ كلّا منهما ينصرم عن صاحبه.
فالمعنى : كالليل باحتراقها واسودادها ، أي : احترقت فاسودّت. أو كالنهار بابيضاضها من فرط اليبس ، أي : يبست وذهبت خضرتها ، ولم يبق منها شيء. من قولهم : بيّض الإناء إذا فرّغه. وقيل : الصريم الرمال. سمّيت به لانقطاعها.
(فَتَنادَوْا مُصْبِحِينَ) أي : نادى بعضهم بعضا حال كونهم داخلين في الصباح (أَنِ اغْدُوا عَلى حَرْثِكُمْ) أي : اخرجوا ، أو بأن اخرجوا إليه غدوة. وتعدية الفعل بـ «على» إمّا لتضمّنه معنى الإقبال ، كقولهم : يغدى عليه بالجفنة ويراح ، أي : فأقبلوا على حرثكم باكرين. أو لتشبيه الغدوّ للصرام بغدوّ العدوّ المتضمّن لمعنى الاستيلاء ، كما يقال : غدا عليهم العدوّ. (إِنْ كُنْتُمْ صارِمِينَ) قاطعين له.
(فَانْطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخافَتُونَ) يتشاورون فيما بينهم. وخفت وخفي وخفد بمعنى الكتم. ومنه : الخفدود للخفّاش. (أَنْ لا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكِينٌ) «أن» مفسّرة. والمراد بنهي المسكين عن الدخول المبالغة في النهي عن تمكينه من الدخول ، أي : لا تمكّنوه من الدخول حتّى يدخل ، كقولك : لا أرينّك هاهنا.
(وَغَدَوْا عَلى حَرْدٍ قادِرِينَ) وخرجوا غدوة قادرين على نكد ـ أي : على منع الخير ـ لا غير ، عاجزين عن النفع. من : حاردت السنة ، إذا لم يكن فيها مطر. وحاردت الإبل ، إذا منعت درّها.
والمعنى : أنّهم عزموا أن يتنكّدوا على المساكين ويحرموهم وهم قادرون على نفعهم ، فغدوا بحال فقر وذهاب مال لا يقدرون فيها إلّا على النكد والحرمان.