حسمت كلّ خير واستأصلته. أو قاطعات قطعت دابرهم. ويجوز أن يكون مصدرا كالشكور والكفور ، منتصبا على العلّة بمعنى : قطعا ، أي : سخّرنا عليهم للاستئصال ، أو المصدر لفعله المقدّر حالا ، أي : تحسمهم حسوما ، بمعنى : تستأصل استئصالا.
وهي كانت أيّام العجوز من صبيحة أربعاء إلى غروب الأربعاء الآخر. وإنّما سمّيت عجوزا ، لأنّها عجز الشتاء ، أي : آخره. وهذه الأيّام ذات برد ورياح شديدة.
ولها أسماء مشهورة. لليوم الأوّل : الصنّ. وللثاني : الصنّبر. وللثالث : الوبر. وللرابع : مطفئ الجمر. وللخامس : مكفئ الظعن. وقيل : السادس : الآمر. والسابع : المؤتمر. والثامن : المعلّل. أو لأنّ عجوزا من عاد توارت في سرب ، فانتزعتها الريح في الثامن فأهلكتها ، فانقطع العذاب فيه.
(فَتَرَى الْقَوْمَ) إن كنت حاضرهم (فِيها) في مهابّها ، أو في الليالي والأيّام (صَرْعى) هلكى مصروعين. جمع صريع. (كَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ) أصول نخل (خاوِيَةٍ) متأكّلة الأجواف (فَهَلْ تَرى لَهُمْ مِنْ باقِيَةٍ) من بقيّة ، أو من نفس باقية ، أو بقاء.
(وَجاءَ فِرْعَوْنُ وَمَنْ قَبْلَهُ) ومن تقدّمه. وقرأ البصريّان والكسائي : ومن قبله ، أي : ومن عنده من أتباعه. ويؤيّده قراءة عبد الله وأبيّ : ومن معه. (وَالْمُؤْتَفِكاتُ) قرى قوم لوط. والمراد أهلها. (بِالْخاطِئَةِ) بالخطإ ، أو بالفعلة ، أو بالأفعال ذات الخطأ.
(فَعَصَوْا رَسُولَ رَبِّهِمْ) أي : فعصى كلّ أمّة رسولها (فَأَخَذَهُمْ أَخْذَةً رابِيَةً) زائدة في الشدّة ، كما زادت أعمالهم في القبح. يقال : ربا الشيء يربو إذا زاد. قال الله تعالى : (لِيَرْبُوَا فِي أَمْوالِ النَّاسِ) (١).
__________________
(١) الروم : ٣٩.