صفة لازمة لهم وسمة يعرفون بها ، تحقيقا له وتثبيتا ، وإبطالا لما سواه.
وقرأ ابن كثير والكسائي والبصريّان : وولده بالضمّ والسكون ، على أنّه لغة ، كالحزن والحزن ، أو جمع كالأشد.
(وَمَكَرُوا) عطف على «لم يزده». والضمير لـ «من». وجمعه للمعنى. (مَكْراً كُبَّاراً) كبيرا في الغاية ، فإنّه أبلغ من : كبار ، وهو أكبر من : كبير. ونحوه : طوال وطوّال. ومكرهم : احتيالهم في الدين ، وكيدهم لنوح ، وتحريش السفلة على أذاه ، وصدّهم عن الميل إليه.
(وَقالُوا لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ) أي : عبادتها (وَلا تَذَرُنَّ وَدًّا) كانت هذه أكبر أصنامهم ، وأعظمها عندهم ، وأشهرها بينهم ، فخصّوها بعد قولهم : (لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ). ثمّ قالوا : (وَلا سُواعاً وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً) أي : لا تذرنّ هؤلاء أيضا خصوصا. وقرأ نافع : ودّا بالضمّ. ومنع صرف «يغوث» و «يعوق» للعلميّة والعجمة.
قيل : هي أسماء رجال صالحين كانوا بين آدم ونوح ، فلمّا ماتوا قال إبليس لمن بعدهم : لو صوّرتم صورهم كان أنشط لكم وأشوق إلى العبادة ، ففعلوا. فلمّا مات أولئك قال لمن بعدهم : إنّهم كانوا يعبدونهم ، فعبدوهم ، وقد انتقلت إلى العرب.
وكان ودّ لكلب ، وسواع لهمدان ، ويغوث لمذحج ، ويعوق لمراد ، ونسر لحمير.
ولهذا سمّيت العرب بعبد ودّ وعبد يغوث.
وقال الواقدي : كان ودّ على صورة رجل ، وسواع على صورة امرأة ، ويغوث على صورة أسد ، ويعوق على صورة فرس ، ونسر على صورة نسر.
وروى ابن عبّاس : كان نوح يحرس جسد آدم على جبل بالهند ، ويحول بينه وبين الكفّار لئلّا يطوفوا بقبره. فقال لهم إبليس : إنّ هؤلاء يفخرون عليكم ، ويزعمون أنّهم بنو آدم دونكم ، وإنّما هو جسد ، وأنا أصوّر لكم مثله تطيفون به.
فنحت خمسة أصنام ، وحملهم على عبادتها. وهي : ودّ ، وسواع ، ويغوث ، ويعوق ،