(لِأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ) أي : يقال : لأيّ يوم أخّرت الرسل ، وضرب الأجل لجمعهم؟ وفيه تعظيم لليوم ، وتعجيب من هوله. ويجوز أن يكون ثاني مفعولي «أقّتت» على أنّه بمعنى : أعلمت.
(لِيَوْمِ الْفَصْلِ) بيان ليوم التأجيل ، أي : اليوم الّذي يفصل فيه بين الخلائق (وَما أَدْراكَ ما يَوْمُ الْفَصْلِ) ومن أين تعلم كنهه ولم تر مثله؟
(وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ) أي : بذلك اليوم. و «ويل» في الأصل مصدر منصوب بإضمار فعله ، عدل به إلى الرفع للدلالة على إثبات الهلاك ودوامه للمدعوّ عليه. ونحوه : (سَلامٌ عَلَيْكُمْ) (١). و «يومئذ» ظرفه أو صفته. وإنّما خصّ الوعيد بمن جحد يوم القيامة وكذّب به ، لأنّ التكذيب به يتبعه خصال المعاصي كلّها وإن لم تذكر معه.
(أَلَمْ نُهْلِكِ الْأَوَّلِينَ (١٦) ثُمَّ نُتْبِعُهُمُ الْآخِرِينَ (١٧) كَذلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ (١٨) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (١٩) أَلَمْ نَخْلُقْكُمْ مِنْ ماءٍ مَهِينٍ (٢٠) فَجَعَلْناهُ فِي قَرارٍ مَكِينٍ (٢١) إِلى قَدَرٍ مَعْلُومٍ (٢٢) فَقَدَرْنا فَنِعْمَ الْقادِرُونَ (٢٣) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (٢٤) أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفاتاً (٢٥) أَحْياءً وَأَمْواتاً (٢٦) وَجَعَلْنا فِيها رَواسِيَ شامِخاتٍ وَأَسْقَيْناكُمْ ماءً فُراتاً (٢٧) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (٢٨) انْطَلِقُوا إِلى ما كُنْتُمْ بِهِ
__________________
(١) الأنعام : ٥٤.