رأس الحفرة ، فإذا ولدت بنتا رمت بها في الحفرة ، وإن ولدت ابنا حبسته.
(وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ) يعني : صحف الأعمال ، فإنّها تطوى عند الموت ثمّ تنشر وقت الحساب. وعن قتادة : صحيفتك يا ابن آدم تطوى على عملك ثمّ تنشر يوم القيامة ، فلينظر رجل ما يملى في صحيفته. وعن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم أنّه قال : «يحشر الناس حفاة عراة ، كما مرّ في السورة السابقة. فقالت أمّ سلمة : كيف بالنساء؟ فقال : شغل الناس يا أمّ سلمة. قالت : وما شغلهم؟ قال : نشر الصحف فيها مثاقيل الذرّ ومثاقيل الخردل».
وقيل : «نشرت» بمعنى : فرّقت بين أصحابها. وقيل : إذا كان يوم القيامة تطايرت الصحف من تحت العرش ، فتقع صحيفة المؤمن في يده في جنّة عالية ، وتقع صحيفة الكافر في يده في سموم وحميم. ومعناه : مكتوب فيهما ذلك. وهي صحف غير صحف الأعمال.
وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وحمزة والكسائي بالتشديد ، للمبالغة في النشر ، أو لكثرة الصحف ، أو لشدّة التطاير.
(وَإِذَا السَّماءُ كُشِطَتْ) قلعت وأزيلت ، كما يكشط الإهاب عن الذبيحة.
(وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ) أوقدت إيقادا شديدا. وقرأ نافع وابن عامر برواية ابن ذكوان وحفص ورويس بالتشديد. وقيل : سعّرها غضب الله وخطايا بني آدم.
(وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ) قربت من المتّقين ، كقوله : (وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ) (١) ليزدادوا سرورا ، ويزداد أهل النار حسرة.
(عَلِمَتْ نَفْسٌ ما أَحْضَرَتْ) جواب «إذا» وعاملها. والمعنى : إذا كانت هذه الأشياء علمت في ذلك الوقت كلّ نفس ما وجدت حاضرا من عملها ، كما قالوا : أحمدته ، أي : وجدته محمودا.
__________________
(١) ق : ٣١.