به عن الطريق ، فجاء جبرئيل فنفخ إبليس نفخة رفع بها إلى الحبشة ، وردّه إلى القافلة ، فمنّ الله عليه بذلك.
(وَوَجَدَكَ عائِلاً) فقيرا ذا عيال (فَأَغْنى) بما حصل لك من الربح في التجارة بمال خديجة ، أو بما أفاء عليك من الغنائم.
قال عليه الصلاة والسّلام : «جعل رزقي تحت ظلّ رمحي».
وقيل : قنّعك وأغنى قلبك.
وروى العيّاشي بإسناده عن أبي الحسن الرضا عليهالسلام في قوله : (أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوى) قال : «فردا لا مثل لك في المخلوقين ، فآوى الناس إليك. ووجدك ضالّا ، أي : ضالّة في قوم لا يعرفون فضلك فهداهم إليك. ووجدك عائلا تعول أقواما بالعلم فأغناهم بك».
وتعداد هذه النعم على النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم لتذكيره لشكر منعمه ، وترغيبه فيه ، ليستحقّ الشاكر المزيد.
ثمّ أوصاه سبحانه باليتامى والفقراء ، فقال : (فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ) فلا تغلبه على ماله وحقّه لضعفه ، كما كانت تفعل العرب في أمر اليتامى. وعن مجاهد : لا تحتقر اليتيم فقد كنت يتيما.
وعن عبد الله بن مسعود قال : «قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : من مسح على رأس يتيم كان له بكلّ شعر يمرّ على يده نور».
وفي الحديث : «لا يلي أحد منكم يتيما فيحسن ولايته ، ويضع يده على رأسه ، إلّا كتب الله له بكلّ شعرة حسنة ، ومحا عنه بكلّ شعرة سيّئة ، ورفع له بكلّ شعرة درجة».
وقال عليهالسلام : «أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنّة ، إذا اتّقى الله عزوجل». وأشار بالسبابة والوسطى.
وعنه عليهالسلام قال : «إنّ اليتيم إذا بكى اهتزّ لبكائه عرش الرحمن ، فيقول الله