قد تجعل ما بعد (سواء) فاعلا سدّ مسدّ الخبر ، أو المبتدإ ، حيث إن المصدر يعمل عمل فعله.
ومنه قوله تعالى : (سَواءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ) [الرعد : ١٠].
(سَواءً مَحْياهُمْ وَمَماتُهُمْ) [الجاثية : ٢١] ، على قراءة الرفع فى (سواء) (١).
ـ قد تأتى (سواء) ركنا ثانيا فى الجملة ، كأن تقول : المتنافسان سواء. وعندئذ يكون (المتنافسان) مبتدأ مرفوعا ، و (سواء) يكون خبرا.
ومنه قوله تعالى : (فَهُمْ فِيهِ سَواءٌ) [النحل : ٧١]. (فَأَنْتُمْ فِيهِ سَواءٌ) [الروم : ٢٨].
ـ قد تتصدر (سواء) الجملة يليها استفهام بالهمزة و (أم) المعادلة. من ذلك قوله ـ تعالى ـ : (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ) [البقرة : ٦]. حيث الاسم الموصول (الذين) فى محل نصب ، اسم (إن) ، خبرها الجملة الفعلية (لا يؤمنون) ، فتكون جملة (سواء عليهم أأنذرتهم) اعتراضية ، لا محلّ لها من الإعراب (٢) ، والجملة الاستفهامية الفعلية بعد (سواء) فى قوة التأويل بمفرد ، والتقدير : سواء عليهم الإنذار وعدمه. وبذلك فإن فيها وجهين إعرابيين :
ـ أن يكون (سواء) مبتدأ خبره ما بعده ، والتقدير : سواء الإنذار وعدمه.
ـ أو أن يكون (سواء) خبرا مقدما للمبتدإ المؤخر بعده (أأنذرتهم) ؛ والتقدير : الإنذار وعدمه سواء.
هذا إلى جانب جواز الرفع على الفاعلية لـ (سواء) حيث مصدريتها.
__________________
(١) فى (سواء) قراءة بالنصب ، ويوجه على ما يأتى :
١ ـ أن يكون حالا من الضمير المستتر فى الجار والمجرور ، (كالذين آمنوا) فى قوله تعالى : (أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) [الجاثية : ٢١].
٢ ـ أن يكون (سواء) مفعولا ثانيا للجعل.
(٢) يجوز أن تجعل جملة (سواء) خبر (إن) ، وجملة (لا يؤمنون) فى محل نصب ، حال ، أو مستأنفة لا محل لها من الإعراب ، أو خبرا ثانيا لإن ، أو دعاء عليهم لا محل لها من الإعراب.
ويجوز أن يكون (سواء) وحده خبر (إن) ، و (أأنذرتهم) فاعلا للاستواء فى محل رفع ، وجملة (لا يؤمنون) فيها الأوجه المذكورة سابقا.