موقعه الإعرابيّ من الرفع والنصب والجرّ ؛ ولذا فإنها مع معموليها لا تكون جملة ابتدائية ، أى : لا يمكنها الاستقلال بذاتها مع معموليها معنويا ، بل لا بدّ من ارتباطها نحويا ومعنويا بسابق عليها ، أو لاحق بها ، فهى بجملتها بمثابة اسم يتأثر إعرابيا بموقعه فى التركيب.
فإذا قلت : يعجبنى أنكم تحرصون على أداء الواجب ، فإنك تلحظ أن القول : (أنكم تحرصون) مصدر مؤول بالقول : حرصكم ، وهو فاعل للإعجاب. فـ (أن) مع معموليها مصدر مؤول فى محلّ رفع ، فاعل. وكأن (أنّ) أصبحت بمثابة الوصل بين الفاعل وفعله ، وهو وصل يؤكد علاقة المبتدإ بخبره ، أى : يؤكد معنى الحرص المنسوب إلى ضمير المخاطبين. يتضح ذلك فى الأمثلة الآتية :
ـ يتضح أنك تحترم زملاءك.
المصدر المؤول (أنك تحترم) مكون من : (أنّ) المفتوحة الهمزة واسمها ضمير المخاطب فى محلّ نصب ، وخبرها الجملة الفعلية (تحترم) فى محلّ رفع ، وتأويله : (احترامك) وهو فى محلّ رفع فاعل (يتضح).
ـ فلنعلم أنّ الاستقامة أساس النجاح.
(الاستقامة) اسم (أن) منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ، وخبر (أن) (أساس) مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، والمصدر المؤول من (أن) ومعموليها فى محلّ نصب ، مفعول به.
ـ أقدر فيك أنك لا تهمل حقوق الآخرين.
المصدر المؤول من (أن) ومعموليها (أنك لا تهمل) فى محلّ نصب مفعول به.
وخبر (أن) هو الجملة الفعلية (لا تهمل) فى محل رفع.
ـ أعجبت به لأنّ أخلاقه نبيلة.
(أخلاق) اسم (أن) منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ، وخبرها (نبيلة) مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، و (أن) مع معموليها مصدر مؤول فى محلّ جر باللام.