فى (إنه هو البر) قرأ نافع والكسائى بفتح الهمزة على تقدير لام العلة ، والتقدير : لأنه هو البرّ الرحيم ، أى : لكونه ، فتؤول بمصدر ، وقرأ الباقون بكسر الهمزة على تقدير الاستئناف (١) الذى فيه معنى العلة كذلك ، والاستئناف هو الابتداء فتكون جملة تامة.
ومثله القول : لبّيك إن الحمد لك.
فالفتح لكون (إن) مع معموليها غير مستقلة فى معناها ، بل هى مرتبطة بما قبلها تعليليا ، فلكونها مع معموليها فى استقلال معنوى ، فهى جملة تامة ذات معنى تام.
٤ ـ أن تقع مع معموليها خبرا عن قول ، وخبرها قول أو ما يشبهه من معنى ، وفاعل القولين واحد :
من ذلك أن تقول : قولى إنى أحمد الله. حيث (قول) مبتدأ مرفوع مقدرا ، وخبر (إن) هو (الحمد) ، وهو شبيه بالقول ، فالقول بتقدير (إن) مع معموليها غير مستقلة فى المعنى ، إذ هى مرتبطة بما قبلها ، حيث هى إخبار له ، والتقدير : قولى حمد الله ، ويجوز الكسر على تقديرها مستقلة مع معموليها فى المعنى ، فمع أنها خبر للمبتدإ هى مستغنية عن العائد الذى يربط الخبر بالمبتدإ ؛ لأن الخبر هو المبتدأ فى معناه ، وبذلك فإن الخبر يستقلّ فى معناه ، حيث يمكن أن يستغنى عن المبتدإ ، فيكون جملة مستقلة.
فإذا لم يكن المبتدأ قولا فتحت الهمزة ، حيث الإخبار بها عن اسم معنى ، فيقال : شعورى أنى أحمد الله. حيث الاعتماد المعنوىّ التام على ما قبلها.
وإذا انتفى القول الثانى كسرت ، حيث تكون (إن) مع معموليها القول الأول نفسه فى المعنى ، وبذلك فهى تستقل فى المعنى ، فتكسر كما هو مذكور بعد القول ، فيقال : قولى إنى مؤمن بالله.
وإن اختلف قائل القولين فإنها تكسر ، حيث الاستقلال المعنوىّ لها مع معموليها ، فيقال : قولى : إن أبى يحمد الله دائما.
__________________
(١) ينظر : السبعة فى القراءات ٢٥٨ / إملاء ما منّ به الرحمن ١ ـ ٢٤٤ / البيان فى غريب إعراب القرآن ١ ـ ٣٢٢ / الدر المصون ٦ ـ ٢٠٠.