فإذا ذكر بعد (كان) مرفوعان فهما جملة اسمية فى محلّ نصب ، خبر (كان) على الوجه الأكثر شيوعا ، ويكون اسمها ضمير الشأن محذوفا.
ذلك نحو قولك : كان محمد فاهم ، فكأنك قلت : كان الأمر محمد فاهم. ومنه قول العجير بن عبيدة السلولى :
إذا متّ كان الناس صنفان شامت |
|
وآخر مثن بالذى كنت أصنع (١) |
والتقدير : كان الأمر الناس صنفان ، فيكون اسم (كان) محذوفا تقديره : ضمير الشأن ، ويكون (الناس) مبتدأ خبره (صنفان) مرفوع ، وعلامة رفعه الألف ، والجملة الاسمية (الناس صنفان) فى محلّ نصب ، خبر كان. ومثله قول هشام أخى ذى الرمة :
هى الشفاء لدائى لو ظفرت بها |
|
وليس منها شفاء الداء مبذول (٢) |
والتقدير : وليس الأمر شفاء الداء مبذول منها ، فاسم ليس ضمير الشأن محذوف ، وخبرها الجملة الاسمية (شفاء الداء مبذول منها). وقول عبد القيس بن خفاف البرجمى :
ولا أنبأنّ أن وجهك شانه |
|
خموش وإن كان الحميم حميم (٣) |
فيه اسم (كان) ضمير الشأن محذوف ، وخبرها الجملة الاسمية (الحميم حميم) والتقدير : وإن كان الأمر الحميم حميم.
فإذا احتسبنا الرأى الآخر الذى يذهب إليه الكسائى ومن تبعه من احتساب (كان) زائدة فإنها لا يكون لها محل من الإعراب ، ويكون المرفوعان بعدها جملة اسمية من مبتدإ وخبر.
__________________
(١) الكتاب ١ ـ ٧١ / التبصرة والتذكرة ١ ـ ١٩٥ / جمل الزجاجى ٦٣ / شرح ابن يعيش ١ ـ ٧٧ / شرح الأبيات المشكلة الإعراب للفارقى ٦٣ ، ٢٨١ / شرح جمل الزجاجى لابن هشام ١٤٣.
(٢) الكتاب ١ ـ ٧١ / شرح الشواهد للشنتمرى ١ ـ ٣٦ / جمل الزجاجى ٦٤ / شرح جمل الزجاجى لابن هشام ١٤٤ / التبصرة والتذكرة ١ ـ ١٩٥.
(٣) أمالى ابن الشجرى ٢ ـ ٣٣٨ / البسيط فى شرح جمل الزجاجى ٢ ـ ٧٤٠.