توسيط الخبر : انقسم النحاة (١) إزاء قضية توسيط خبر (كان) وأخواتها كما يأتى :
أ ـ أجاز البصريون توسيط خبر (كان) وأخواتها بين الفعل والاسم ، لأنه يجوز تقديم الخبر على المبتدإ ، ما لم يمنع مانع أو موجب (٢). ومن توسيط الخبر قول ذى الرمة :
ألا يا اسلمى يا دارمىّ على البلا |
|
ولا زال منهلا بجرعائك القطر |
والأصل : ولا زال القطر منهلا بجرعائك.
ب ـ أما الكوفيون فقد منعوا التوسيط معلّلين لذلك بأن الخبر فيه ضمير الاسم ، فلا يتقدم هذا الضمير على ما يعود عليه ، وذلك لجعلهم الخبر حالا ، والحال فيها ضمير صاحبها.
ج ـ وقد منعه ابن معطى فى ألفيته مع (دام) (٣) وتبعه بعض النحاة.
وقد تقدم خبر (ما دام) على اسمها فى قول الشاعر :
لا طيب للعيش ما دامت منغصة |
|
لذاته بادّكار الموت والهرم (٤) |
__________________
(١) ينظر : الكتاب ١ ـ ٤٥ ، ٥٠ / المقتضب ٤ ـ ٨٨ / التسهيل ٥٤ / المقرب ١ ـ ٩٦ / شرح ابن عقيل ١ ـ ١٠٠ / الهمع ١ ـ ١١٧ / شرح التصريح ١ ـ ١٨٧.
(٢) التسهيل ٥٤ / المقرب ١ ـ ٩٦.
(٣) ينظر : الجامع الصغير ٥٣ / عمدة الحافظ ١٠٧ / شفاء العليل ١ ـ ٣١٣.
(٤) عمدة الحافظ ١٠٧ / شرح ابن الناظم ١٢٣ / الأشمونى ١ ـ ٢٣٢ / أوضح المسالك ١ ـ ١٧٠ / شرح التصريح ١ ـ ١٧٨.
(لا) نافية للجنس حرف مبنى لا محل له من الإعراب. (طيب) اسم لا النافية للجنس مبنى فى محل نصب. (للعيش) جار مجرور بالكسرة ، وشبه الجملة فى محل رفع ، خبر لا النافية للجنس ، أو متعلقة بخبر محذوف. (ما دامت) ما : ظرفية مصدرية لا محل لها من الإعراب (دام) : فعل ماض ناقص ناسخ مبنى على الفتح ، والتاء حرف تأنيث مبنى ، لا محل له من الإعراب ، واسم ما دام ضمير مبنى فى محل رفع. (منغصة) خبر ما دام مقدم منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة فيه ضمير مستتر تقديره : هى فى محل رفع ، نائب فاعل. (لذاته) نائب فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، والعامل فيه اسم المفعول منغصة ، وهو مضاف ، وضمير الغائب مبنى فى محل جر بالإضافة إليه. (بادكار) جار ومجرور بالكسرة ، شبه الجملة متعلقة بالتنغيص. (ادكار) مضاف و (الموت) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة (والهرم) الواو : حرف عطف مبنى ، و (الهرم) معطوف على الموت مجرور ، وعلامة جره الكسرة.