فأصبحوا والنّوى عالى معرّسهم |
|
وليس كلّ النوى يلقى المساكين (١) |
يخرج على أن اسم (ليس) ضمير الشأن محذوف ، و (كلّ) مفعول به ليلقى ، و (المساكين) فاعل (يلقى) مرفوع ، أما جملة (يلقى المساكين) فهى فى محل نصب ، خبر (ليس) ، والتقدير : وليس الأمر يلقى المساكين كلّ النوى ، فليس فى البيت تقديم فى خبر (ليس). وقد يكون تأوّلهم للتقديم فى هذا الوضع على أوجه أخرى ، ففى قول الشاعر :
باتت فؤادى ذات الخال سالبة |
|
فالعيش إن حمّ لى عيش من العجب (٢) |
حيث خبر (بات) هو (سالبة) قد ظهر فيه النصب ، ومعموله (فؤادى) قد تقدم على اسم (بات) ، وهو (ذات) ، مما يؤيد رأى القائلين بجواز تقدم معمول الخبر على الاسم مطلقا ، لكن المانعين والمشترطين يؤولون مثل هذا الموضع على أن (فؤادى) منادى بحرف نداء محذوف ، أو أنه ضرورة.
ومثله قول الآخر :
لئن كان سلمى الشيب بالصدّ مغريا |
|
لقد هوّن السلوان عنها التحلّم |
حيث (الشيب) اسم (كان) مرفوع ، وخبره (مغريا) وهو منصوب ، و (سلمى) مفعول به للخبر مقدم. والتقدير : كان الشيب مغريا سلمى بالصد ، ويؤول المانعون موضع (سلمى) على النداء.
__________________
(١) الكتاب ١ ـ ٧٠ / المقتضب ٤ ـ ١٠٠. المعرس : المنزل الذى ينزله المسافر آخر الليل.
(٢) (باتت) فعل ماض ناقص ناسخ مبنى على الفتح ، والتاء حرف تأنيث مبنى ، لا محل له من الإعراب. (فؤادى) مفعول به مقدم منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة المقدرة. والعامل فيه اسم الفاعل سالبة. وضمير المتكلم مبنى فى محل جر بالإضافة. أو (فؤاد) منادى منصب مقدرا. (ذات) اسم بات مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (الخال) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة. (سالبة) خبر بات منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (فالعيش) الفاء عاطفة تعقيبية حرف مبنى. العيش : مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (إن) حرف شرط جازم مبنى على السكون لا محل له من الإعراب. (حم) فعل الشرط ماض مبنى على الفتح. ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره : هو ، يعود على العيش (لى) جار ومجرور مبنيان ، وشبه الجملة متعلقة بحم ، وجملة الشرط محذوفة دل عليها المذكور. (عيش) خبر المبتدإ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (من العجب) جار ومجرور ، وعلامة جره الكسرة ، وشبه الجملة فى محل رفع نعت لعيش. ويجوز أن يعرب (عيش) فاعل حم ، وتكون شبه الجملة (من العجب) فى محل رفع خبر العيش ، أو متعلقة بخبره المحذوف. وجملة جواب الشرط محذوفة دل عليها الكلام.