مالك (١) ، لكن ابن عصفور قد قصر إعمالها على الشعر فقط (٢) ، وجعل عملها عمل (ليس) غير جائز فى الكلام.
وحال إعمالها عمل (ليس) فإنها تعمل بلا شروط ، حيث تعمل فى النكرة والمعرفة.
وإنما تعمل (إن) النافية كما هو فى القول (٣) :
ـ إن أحد خيرا من أحد إلا بالعافية.
ـ إن ذلك نافعك ولا ضارّك.
حيث (إن) النافية دخلت على جملة اسمية ، ورفع المبتدأ فيها. (أحد ، واسم الإشارة : ذلك) ، ونصب خبرها : (خيرا ، نافعك) ، فعملت عمل (ليس).
ومنه قراءة سعيد بن جبير : (إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ عِبادٌ أَمْثالُكُمْ) [الأعراف : ١٩٤] ، بإسكان نون (إن) وتحريكها بالكسر لالتقاء الساكنين ، ونصب (عباد) ، ويكون الاسم الموصول فى محلّ رفع ، اسم (إن) النافية العاملة عمل (ليس) ، وخبرها المنصوب (عبادا) ، أما (أمثال) فهى صفة لـ (عباد) منصوبة ، وقد استشكل على هذه القراءة (٤).
__________________
(١) التسهيل ٥٧.
(٢) المقرب ١ ـ ١٠٥.
(٣) شرح التصريح ١ ـ ٢٠١.
(٤) ينظر : إملاء ما منّ به الرحمن ١ ـ ١٩٠ / البيان ١ ـ ٢٨١.
وتخرج هذه القراءة كذلك على وجهين آخرين :
ـ أن تكون (إن) المخففة عاملة فى الجزأين.
ـ أن يكون النصب بفعل مقدر.
وقراءة الجمهور بتشديد نون (إن) ورفع (عباد) على أنها خبر إن مرفوع ، ولا إشكال فيها.
وقرأ بعضهم (إن) مخففة ، وعبادا منصوبة ، و (أمثالكم) رفعا ، وتخرج على أن تكون (إن) المخففة من الثقيلة ، وقد أهملت ، ويكون الاسم الموصول (الذين) مبتدأ فى محل رفع ، وجملة (تدعون) صلته ، والعائد محذوف ، و (عبادا) حال من ذلك العائد المحذوف ، و (أمثالكم) خبره ، ويكون التقدير : إن الذين تدعونهم حال كونهم عبادا أمثالكم فى كونهم مخلوقين مملوكين.