الثانى والعشرون : أن تكون النكرة واجبة التقديم فى الجملة :
قد تكون الجملة الاسمية واجبة التصدير بالنكرة حتى تؤدى الغرض الدلالىّ التى وضعت لها ، كالجملة الاستخبارية (جملة الاستفهام) ، والتركيب الشرطىّ ، ويلحق بهما (كم) الخبرية ، وما يضاف إلى أىّ منها ؛ ذلك لأن النحاة يجعلون أسماء الشرط وأسماء الاستفهام نكرات. ذلك نحو : من أتانا؟ حيث (من) اسم استفهام مبنىّ على السكون فى محلّ رفع مبتدأ.
وهو نكرة خبره الجملة الفعلية (أتانا).
وكذلك تقول : ما فعلته اليوم؟ فتكون (ما) اسم استفهام مبنيا فى محلّ رفع ، مبتدأ ، خبره الجملة الفعلية (فعلت) ، وكلّ من (من) و (ما) الاستفهامتين نكرة.
وتقول : من يأتنا نكرمه. فتكون (من) اسم شرط جازما مبنيا على السكون فى محلّ رفع ، مبتدأ ، خبره جملتا الشرط والجواب عند معظم النحاة ، أو جملة الجواب عند غيرهم.
وتقول : كم من صديق أعنته. فتكون (كم) خبرية مبنية على السكون فى محلّ رفع ، مبتدأ ، خبره الجملة الفعلية (أعنته) ، وهى نكرة.
وتقول فيما أضيف إليها : ابن من أكرمته؟ وعنوان ما ذا كتبته؟
وغلام من تكرمه أكرمه.
فيكون كلّ من (ابن ، وعنوان ، وغلام) مبتدأ مرفوعا ، وعلامة رفعه الضمة ، وكلّ منها نكرة ؛ لأنه أضيف إلى نكرة ، وهى على الترتيب : (من الاستفهامية ، وما ذا الاستفهامية ، ومن الشرطية).
وتستطيع أن تلمس معنى الإبهام فى أسماء الشرط وأسماء الاستفهام ، حيث لا يعبر أىّ منها عن محدد أو مخصص ، فاكتسبت التنكير مما وضعت له من دلالة فى التركيب. لذا وجب الابتداء بها وهى نكرة ، بل وجب أن يكون المبتدأ نكرة مع معنى الاستفهام والشرط.