ولا يخبر عن اسم العين بظرف الزمان ؛ لأنه لا يفيد معنى.
ذلك لأن الأحداث يجوز أن تقع أو أن تكون فى أماكن دون أماكن ، وفى أزمنة دون أزمنة ؛ إذ إن كلّ حدث له مكانه الخاصّ به ، وكذلك زمانه الخاصّ به ؛ لذا جاز الإخبار عنه بظرفى الزمان والمكان ، إذ يفيد كلّ منهما معنى.
أما الذوات أو الجثث فإنها بالضرورة لها زمن واحد ، فاللحظة الواحدة يشترك فيها كلّ الذوات أو الجثث بالضرورة ، وإلا أصبحت منعدمة الوجود ، إذن لا تختص الذات بزمن دون زمن ما دامت فى الوجود الدنيوى ، ولكن لكلّ منها مكان خاصّ به بالضرورة ، حيث لا يشترك أكثر من ذات فى مكان واحد ، لذا فإن الإخبار بالزمان عن الذوات غير مفيد ، لكن الإخبار عنها بالمكان يفيد ، ولذلك فإنه لا يخبر عن اسم العين بظرف الزمان ، ويخبر عنه بظرف المكان.
وقد يفهم من ابن يعيش مثل هذا فى قوله : «الزمان لا يختص بشخص دون شخص فلا يحصل به فصل» (١).
وما سمع من الإخبار بالزمان عن ذوات فإن النحاة يقدرون له محذوفا اسم معنى ، ذلك فى قولهم : الليلة الهلال. اليوم خمر وغدا أمر. حيث التقدير : الليلة رؤية الهلال ، اليوم شرب خمر ، وغدا وقوع أمر.
ويكون من ذلك : البرتقال فى الشتاء ، ونحن فى أبريل ، والعنب فى يوليو ، والتقدير : ظهور ... ، أو ما يماثل ذلك.
ملحوظتان :
أولاهما : مساحة حدوث المبتدإ فى الخبر ، وعلاقة ذلك بالإعراب :
إذا كان الخبر ظرف زمان نكرة ووقع المبتدأ فى جميعه أو أكثره رجح رفعه ، ومن ذلك قوله تعالى : (وَحَمْلُهُ وَفِصالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً) [الأحقاف : ١٥] ، حيث (حمل) مبتدأ مرفوع خبره (ثلاثون) ، وقد وقع الحمل وما عطف عليه من الفصل فى جميع زمن الخبر ، فرفع.
__________________
(١) شرح المفصل ٣ ـ ٥٣.