وجهه) وحذفت ضمير المفعول من (كان) كما حذفته من (ضربت) حين قلت : الذي ضرب زيد ولو أثبت الهاء لجاز ، وإن أخبرت بالذي على قول من جعل المفعول (إيّاه) لم يجز حذفه ؛ لأنه منفصل وكنت تقول : الذي كان زيد إياه حسن وجهه.
الثامن : الظروف من الزمان والمكان :
اعلم أنّ الظرف إذا أخبرت عنه فقد خلص اسما وصار كسائر المفعولات إلا أنّك إذا أضمرته أدخلت حرف الجرّ على ضميره ولم تعد الفعل إلا ضميره إلا بحرف الجر إلا أن تريد السعة فتقدر نصبه كنصب سائر المفعولات وهذه الظروف منها ما يكن اسما وظرفا ومنها ما يكون ظرفا.
ولا يكون اسما وقد تقدم ذكرها في هذا الكتاب إلا أنّا نعيد منه شيئا هاهنا ليقوم هذا الحدّ بنفسه فالذي يكون منه ظرفا واسما ضمّ اليوم والليلة والشهر والسنة والعام والساعة ونحو ذلك.
وأما ما يكون ظرفا ولا يكون اسما فنحو (ذات مرة وبعيدات بين وبكرا وسحرا) إذا أردت (سحرا) بعينه ولم تصرف ولم ترد سحرا من الأسحار وكذلك ضحيّا إذا أردت ضحى يومك وعشية وعتمة إذا أردت عشية يومك وعتمة ليلتك لم يستعملن على هذا المعنى إلا ظروفا ، وأما الأماكن وما يكون منها اسما فنحو المكان والخلف والقدام والأمام والناحية وتكون هذه أيضا ظروفا والظروف كثيرة ، وأما ما يكون ظرفا ولا يكون اسما فنحو : عند وسوى وسواء إذا أردت بهنّ معنى (غير) لم تستعمل إلا ظروفا وربّما كان الظرف ظرفا والعمل في بعضه لا في كله نحو : آتيك يوم الجمعة وإنما تأتيه في بعضه لا كله وكذلك آتيك شهر رمضان وكل ما كان في جواب (متى) فعلى هذا يجيء ، وأما ما كان جوابا (لكم) فلا يكون العمل إلا فيه كله نحو : سرت فرسخين وفرسخا وميلا لا يجوز العمل في بعضه دون بعض.
وإذا قلت : صمت يوما لم يجز أن يكون الصوم في بعضه من أجل أنه وضع للإمساك عن الطعام والشراب وغيره في اليوم كله.