وقال أبو العباس عن أبي عثمان : أنه قد جاء الإخبار في مثل : حمار قبان وأبي الحرث وما أشبهه ولكنه في الشعر شاذ.
الثاني عشر : البدل (١) :
اختلف النحويون في الإخبار في هذا الباب فمنهم من لا يجيز الإخبار عن المبدل منه إلا والبدل معه كما يفعل في النصب.
قال أبو بكر : وإلى هذا أذهب وهو الذي يختاره المازني ومنهم من يجيز الإخبار عن المبدل منه دون البدل فإذا قلت : (مررت برجل أخيك) فأخبرت عن (رجل) قلت : الذي مررت به رجل أخوك والمار به أنا رجل أخوك تجعل الرجل خبرا ثم تبدل الأخ منه كما كان في أصل المسألة وقوم يقولون : المار به أنا أخيك رجل فيجعلون (الأخ) بدلا من الاسم المضمر كما كان بدلا من مظهر.
قال المازني : فإن أخبرت عن أخيك من قولك : (مررت برجل أخيك) قلت : المار أنا برجل به أخوك قال : وهذا قبيح لأنّك جئت بالبدل الذي لا يصح الكلام إلا به فجعلته بعد ما قدرت كلامك تقديرا فاسدا قال : ومن أجاز هذا أجاز : (زيد ضربت أخاك أباه) قال : وهو جائز على قبحه.
قال أبو بكر : ومعنى قول المازني : قدرت كلامك تقديرا فاسدا يعني : أنّ حقّ الكلام أن يستغني بنفسه قبل دخول البدل ؛ لأن حقّ البدل أي يكون بمنزلة ما ليس في الكلام وأن يكون متى أسقط استغنى الكلام فلو قلت : (المارّ أنا برجل أخوك) لم يجز ؛ لأنه لم يرجع إلى الألف واللام شيء فكان الكلام فاسدا وكذلك لو قلت : (زيد ضربت أخاك) لم يجز ؛ لأنه لم يرجع إلى (زيد) شيء وقولك (أباه) بعد بمنزلة ما ليس في الكلام ، قال المازني : وكلا القولين مذهب وليسا بقويين.
__________________
(١) قال الجرجاني في التعريفات : البدل : تابع مقصود بما نسب إلى المتبوع دونه ، قوله : مقصود بما نسب إلى المتبوع ، يخرج عنه : النعت ، والتأكيد ، وعطف البيان ، لأنها ليست بمقصودة بما نسب إلى المتبوع ، وبقوله : دونه ، يخرج عنه العطف بالحروف ، لأنه وإن كان تابعا مقصودا بما نسب إلى المتبوع ، كذلك مقصود بالنسبة.