الثالث عشر : العطف (١) :
اعلم أن العطف يشبه الصفة والبدل من وجه ويفارقهما من وجه أما الوجه الذي أشبههما فإنه تابع لما قبله في إعرابه ، وأما الوجه الذي يفارقهما فيه ، فإن الثاني غير الأول والنعت والبدل هما الأول.
ألا ترى أنك إذا قلت : (زيد العاقل) فالعاقل هو زيد ، وإذا قلت : (مررت بزيد أخيك) فأخوك هو زيد ، وإذا قلت (قام زيد وأخوك) فأخوك غير زيد فلذلك يجوز أن تخبر عن الاسم المعطوف عليه الأول ويجوز أن تخبر عن الاسم المعطوف الثاني التابع لما قبله ولك أن تخبر عنهما جميعا تقول : زيد وعمرو في الدار ، فإن أخبرت عنهما جميعا قلت : (اللذان هما في الدار زيد وعمرو).
وإن أخبرت عن زيد قلت : (الذي هو وعمرو في الدار زيد) ، وإن أخبرت عن زيد قلت :(الذي هو وعمرو في الدار زيد) ، وإن أخبرت عن (عمرو) قلت : (الذي زيد وهو في الدار عمرو) ، وإن شئت قلت : (الذي هو زيد في الدار عمرو) ؛ لأن المعنى واحد ، فإن قلت : (قام زيد وعمرو) فأخبرت عنهما جميعا قلت : (اللذان قاما زيد وعمرو) ، وإن أخبرت عن (زيد) قلت : الذي قام هو وعمرو (زيد) فأكدت الضمير في (قام) بهو لتعطف عليه الظاهر ويجوز أن لا تذكر (هو) فتقول : (الذي قام وعمرو زيد) وفيه قبح ، وإن أخبرت عن (عمرو) قلت : (الذي قام زيد وهو عمرو زيد) ، فإن قلت في هذه المسائل بالألف واللام فقياسه قياس ما تقدم ، وإن أخبرت عن المفعول من قولك : ضربت زيدا وعمرا ، فإن أردت أن تخبر عن (زيد) قلت : الذي ضربته وعمرا زيد ، وإن أخبرت عن عمرو) قلت : (الذي ضربت زيدا وإياه عمرو) ، فإن لم ترد ترتيب الكلام على ما كان عليه قلت : الذي ضربته وزيدا عمرو وجاز ذلك ؛ لأن قولك : (ضربت زيدا وعمرا وضربت عمرا وزيدا) في الفائدة سواء ، فإن قلت :
__________________
(١) قال الجرجاني في التعريفات : العطف : تابع يدل على معنى مقصود بالنسبة مع متبوعه ، يتوسط بينه وبين متبوعه أحد الحروف العشرة ، مثل : قام زيد وعمرو ، فعمرو تابع مقصود بنسبة القيام إليه مع زيد.