الثاني : ناس كثيرون من بني تميم يبدلون مكان المدة النون فيما ينون ولا ينون لمّا لم يريدوا الترنم يقولون :
يا أبتا علّك أو عساكن |
|
ويا صاح ما هاج الدموع الذّرفنّ |
قال العجاج :
من طلل كالأتحمي أنهجن
وكذلك الجر والرفع والمكسور والمبني والمفتوح المبني والمضموم المبني في جميع هذا كالمجرور والمرفوع والمنصوب.
الثالث : إجراء القوافي في مجراها لو كانت في الكلام ولم تكن قوافي شعر يقولون :
أقلّي اللّوم عاذل والعتاب
وقال الأخطل :
واسأل بمصقلة البكري ما فعل (١)
ويقولون :
قد رابني حفص فحرّك حفصا
يثبتون الألف التي هي بدل من التنوين في النصب كما يفعلون في الكلام والياءات والواوات اللواتي هنّ لا مات إذا كان ما قبلها حرف الروي فعل بها ما فعل بالواو والياء اللتين ألحقتا للمد في القوافي فالأصل والزائد للإطلاق والترنم سواء في هذا من أثبت الزائد أثبت الأصل ومن لم يثبت الزائد لم يثبت الأصل فمن ذلك إنشادهم لزهير :
وبعض القوم يخلق ثمّ لا يفر
__________________
(١) أي : عن مصقلة. وتغلب : قبيلة القطامي ، وهو تغلب بن وائل. ثم أخذ بعد هذا يذكر مآثر قومه في الجاهلية. انظر خزانة الأدب ٣ / ٣١٦.