وكذلك : يغزو لو كانت في قافية كنت حاذفا الواو إن شئت وهذه اللامات لا تحذف في الكلام وتحذف في القوافي والفواصل فتقرأ (والليل إذا يسر) إذا وقفت ، وأما يخشى ويرضى ونحوهما مما لامه ألف فإنه لا يحذف منهنّ الألف ؛ لأن هذه الألف لما كانت تثبت في الكلام جعلت بمنزلة ألف النصب التي في الوقف بدلا من التنوين فلم تحذف هذه الألف كما لم يجز حذف ألف النصب ألا ترى أنه لا يجوز لك أن تقول : لم يعلم لنا الناس مصرع فتحذف الألف قال رؤبة :
داينت أروي والدّيون تقضى |
|
فمطلت بعضا وأدّت بعضا (١) |
فكما لا تحذف ألف (بعضا) لا تحذف (لف تقضي).
وزعم الخليل : أن واو يغزو وياء (يقضي) إذا كانت واحدة منهما حرف الروي ثم تحذف لأنها ليست بوصل حينئذ وهي حرف روي كما أن القاف في (وقاتم الأعماق خاوي المخترق) حروق رويّ فكما لا تحذف القاف لا تحذف واحدة منهما وهذا هو القياس كما قال إذا كانتا حرفي روي فأما إذا جاءتا بعد حرف الروي فحكمها حكم ما يزاد للترنم.
وقال سيبويه : وقد دعاهم حذف ياء (يقضي) إلى أن حذف ناس كثيرون من قيس وأسد الواو والياء اللتين هما علامتا المضمر ولم تكثر واحدة منهما في الحذف ككثرة ياء (يقضي) لأنهما يجيئان لمعنى الأسماء وليستا حرفين بنينا على ما قبلهما فهما بمنزلة الهاء في قوله :
يا عجبا للدّهر شتّى طرائقه
وقال : سمعت من العرب من يروي هذا الشعر :
لا يبعد الله أصحابا تركتهم |
|
لم أدر بعد غداة الأمس ما صنع |
يريد : ما صنعوا.
وقال عنترة :
__________________
(١) الشاهد تنوين الترنم يلحق الفعل والمعرف باللام ـ وقد اجتمعا في هذا البيت ـ والفعل سواء كان ماضيا كما ذكر أو مضارعا. انظر خزانة الأدب ١ / ٢٥.