[الحج : ٤٢] وما أشبه ذلك فإنما تريد جاءت جماعة الرجال وكذبت جماعة قوم نوح كقول الله تعالى : (وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ) [يوسف : ٨٢] إنما هو أهل القرية وأهل العير فما كان من هذا فأنت في تأنيثه مخير ألا ترى إلى قول الله تعالى : (كَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ) [القمر : ٢٠] فهذا على لفظ الجنس.
وقال : (كَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ خاوِيَةٍ) [الحاقة : ٧] على معنى الجماعة وتقول : هذه حصى كبيرة وحصى. كثيرة وكذلك كل ما كان ليس بين جمعه وواحده إلا الهاء قال الأعشى :
فإن تبصرني ولي لمّة |
|
فإنّ الحوادث أودى بها (١) |
لأن الحوادث جمع حدث والحدث مصدر والمصدر واحده وجمعه يؤولان إلى معنى واحد وكذلك قول عامر بن حريم الطائي :
فلا مزنة ودقت ودقها |
|
ولا أرض أبقل إبقالها (٢) |
__________________
(١) على أن إن الشرطية المقرونة بما الزائدة ، يلزم توكيد شرطها بالنون عند الزجاج. وترك توكيد جيد عند غيره. وهذا البيت يدل لغير الزجاج ، فإنه لم يؤكد فعل الشرط فيه.
قال ابن الناظم : وأما الشرط بإما فتوكيده بالنون جائز ، قال تعالى : "فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ" ، و "إِمَّا تَخافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيانَةً". وقد تخلو من التوكيد بها.
كما في قوله :
فإما تريني ولي لمة البيت
وقول الآخر : البسيط
يا صاح إما تجدني عير ذي جدة |
|
فما التخلي عن الخلان من شيمي |
وقال ابن هشام في المغني : يقرب التوكيد من الوجوب بعد إما. وذكر ابن جني أنه قرئ : فإما ترين بياء ساكنة بعدها نون الرفع. انظر خزانة الأدب ٤ / ٢٢٤.
(٢) هو نظير لعرفات : في كونها مؤنثة لا يجوز فيها التذكير إلا بتأويل بعيد ، وهو أن يراد بها المكان. وأورده أيضا في باب المذكر والمؤنث على أنه لا يحذف علامة التأنيث في المسند إلى ضمير المؤنث المجازي إلا لضرورة الشعر. وهو من شواهد الكتاب و" مغني اللبيب". قال ابن خلف : الشاهد فيه أنه ذكر" أبقل" وهو صفة للأرض ضرورة ، حملا على معنى المكان ، فأعاد الضمير على المعنى وهو قبيح. والصحيح أنه ترك فيه علامة