وتقول : ضربا زيدا تريد : اضرب زيدا.
وقوم يجيزون. ضرب زيد وأنت تريد : ضربا زيدا ثم تضيف وهذا عندي قبيح ؛ لأن ضربا قام مقام اضرب واضرب لا يضاف والألف في الأمر تذهب إذا اتصلت بكلام نحو قولك :
اضرب اضرب واذهب اذهب ويقولون : ادخل ادخل واذهب ادخل ويختارون الضم إذا كانت بعد مضموم والكسر جائز تقول : اذهب ادخل.
وقد حكوا : ادخل الدار للواحد على الإتباع وهو رديء ؛ لأنه ملبس وقالوا : يجوز الإتباع في المفتوح مثل قولك : اصنع الخير.
وقالوا : لا نجيزه ولم نسمعه لأنّا قد سمعناه إذا حرك نحو قول الشاعر :
يحسبه الجاهل ما لم يعلما (١) ...
__________________
(١) شبهه بالجزاء حيث كان مجزوما وكان غير واجب ، وهذا لا يجوز إلا في اضطرار ، وهي في الجزاء أقوى. انتهى.
وكذا قل الفراء إنه ضرورة ، قال عند تفسير قوله تعالى : "ابْعَثْ لَنا مَلِكاً نُقاتِلْ فِي سَبِيلِ اللهِ" ما نصه : فمن ذلك قوله تعالى : "يا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَساكِنَكُمْ لا يَحْطِمَنَّكُمْ".
والمعنى والله أعلم : إن لم تدخل حطمتن. وهو نهي محض ، لأنه لو كان جزاء لم تدخله النون الشديدة ولا الخفيفة.
ألا ترى أنك لا تقول : إن تضربني أضربنك ، إلا في ضرورة شعر ، كقوله :
فمهما تشأ منه فزارة البيت
انتهى.
وكذا في المفصل ، قال : فإن دخلت في الجزاء بغير ما ، ففي الشعر ، تشبيها للجزاء بالنهي.
وكذا في كتاب الضرائر لابن عصفور.
وخالف ابن مالك فأجازه في الكلام ، قال في التسهيل : وقد تحلق جواب الشرط اختيارا ، وقال قبله :
وتلحق الشرط مجردا من ما. وكذا قال في الألفية.
قال الشاطبي : فإذا قلت إن تقومن أكرمتك ، ومهما تطلبن أعطك ، ومهما تأتيني أكرمك ، وحيثما تكونن أذهب إليك ، وكذلك سائر أدوات الشرط ، فهو جائز ، ولكنه قليل.