الضرب الآخر : الذي على وزن ذوات الأربعة وليس بملحق وهو يجيء على ثلاثة أضرب : فعل وأفعل وفاعل الوزن على وزن : دحرج والمضارع كمضارع بنات الأربعة ؛ لأن الوزن واحد ولا يكون المصدر كمصادرها ؛ لأنه غير ملحق بها تقول : قطّع يده يقطعها وكسّر يكسر على مثال : يدحرج وقاتل يقاتل ، وأما أفعلت فنحو : أكرم يكرم وأحسن يحسن وكان الأصل : يؤكرم ويؤحسن حتى يكون على مثال : يدحرج ؛ لأن همزة أكرم مزيدة بحذاء دال دحرج وحقّ المضارع أن ينتظم ما في الماضي من الحروف ولكن حذفت الهمزة وقد ذكرنا هذا فيما تقدم ومع هذا فإنّهم حذفوا الهمزة الأصليّة لالتقاء الهمزتين في : أاكل وأاخذ وأامر فقالوا :خذ وكل ومر وربّما جاء على الأصل فقالوا : أومر ، فإن اضطّر شاعر فقالوا : يؤكرم ويؤحسن جاز ذلك كما قال :
وصاليات ككما يؤثفين (١) ...
وكما قال :
فإنه أهل ؛ لأن يؤكرما ...
والمصادر في الفعل على مثال : الزّلزال وليس فيه مثال : الزّلزلة ؛ لأنه نقص في المضارع فجعل هذا عوضا ، وذلك نحو : أكرمته إكراما وأعطيته إعطاء ، وأما (فاعلت) فمصدره اللازم له (مفاعلة).
وذلك نحو : قاتلته مقاتلة وشاتمته مشاتمة فهذا على مثال : دحرجته مدحرجة ولم يكن فيه شيء على مثال : الدّحرجة ؛ لأنه ليس بملحق (بفعللت) ويجيء فيه (الفعال) نحو : قاتلته قتالا وراميته رماء وكان الأصل (فيعالا) ؛ لأن (فاعلت) على وزن (أفعلت) وفعللت فالمصدر كالزّلزال والإكرام ولكنّ الياء محذوفة من (فيعال) استخفافا ، وإن جاء بها جاء فمصيب ، وأما
__________________
(١) على أنه يمكن أن تكون" الكاف" الثانية مؤكدة للأولى ؛ قياسا على اللامين في البيت الذي قبله ، فلا يكون في البيت دليل على اسمية الكاف الثانية.
وهو من قصيدة لخطام المجاشعي. وهي من بحر السريع ؛ وربما حسب من لا يحسن العروض أنه من الرجز كما توهمه بعضهم ؛ لأن الرجز لا يكون فيه معولات فيرد إلى فعولات. انظر خزانة الأدب ١ / ٢٦٣.