واستبنته بمعنى واحد فأبان وأبنته في ذا الموضع كحزن وأحزنته وكذلك : بيّن وبيّنته ويجيء : أفعلته على أن تعرضه لأمر كأقتلته وأقبرته جعلت له قبرا وسقيته فشرب وأسقيته جعلت له سقيا ويجيء : أفعل على معنى أنه صار صاحب كذا نحو : أجرب صار صاحب جرب وأحال : صار حيال ومثله : مقو ومقطف أي : صاحب قوة وقطاف في ماله من قوي الدابة وقطف ومثله ألام فلان (أي : صار صاحب لائمة) ولامه بغير هذا المعنى وإنّما هو إذا أخبره بأمره والمعسر والمرسر مثل : المجرب فأمّا عسّرته فضيقت عليه ويسّرته وسعت عليه ومثل ذلك :اسمنت وأكرمت فأربط.
وكذلك ألأمت وأراب صار صاحب ريبة ورابني جعل فيّ ريبة ويجيء على معنى أنه استحقّ ذلك نحو : أحصد الزرع وأقطع النخل إذا استحقّ ذلك ، فإن أخبرت أنك فعلت قلت : قطعت وأحمدته : وجدته مستحقاّ للحمد مني وحمدته جزيته وقضيته حقّه ويجيء للمصير إلى الحين ، وذلك نحو : أسحرنا وأصبحنا وأهجرنا وأمسينا أي : صرنا في هذه الأوقات.
ويجيء : أفعلت في معنى : فعّلت كما جاءت (فعّلت) في معناها : أقللت وأكثرت في معنى قلّلت وكثّرت وقالوا : أغلقت الأبواب وغلّقت.
قال الفرزدق :
ما زلت أغلق أبوابا وأفتحها |
|
حتى أتيت أبا عمرو بن عمار |
ومثل : أغلقت وغلّقت أجدت وجوّدت ، وإذا جاء شيء نحو : أقللت وأكثرت : أي جئت بقليل وكثير فهذا على غير معنى : قلّلت وكثّرت.
الثالث : فاعل :
وأصله أن يكون لتساوي فاعلين في (فعل) ، وذلك نحو ضاربته وكارمته فإذا كانت أنت فعلت من ذلك ما تغلب به وتستحقّ أن تنسب الفعل إليك دونه قلت : كارمني فكرمته أكرمه وخاصمني فخصمته أخصمه فهذا الباب كله على مثال : خرج يخرج إلّا ما كان مثل : رميت