الهاء ؛ لأنه غير مشتق من مصدر وإنّما يصير للكلمة تقدير إذا كانت اسما أو فعلا فما عدا ذلك فلا تقدير له وقول الشاعر :
من أعقاب السّمي ...
فالسّمي مخفف من السّميّ ويدلك على ذلك أنّ (فعل) ليس من بناء الأسماء : وإنّما أراد : السّمي فخفف وهي (فعول) مثل عصي فلمّا خفف صار : سمي.
قال الأخفش : ولو سمى به لأنصرف ؛ لأنه (فعول) محذوسف وهو ينصرف إذا كان اسم رجل ألا ترى أنّ (عنوق جماعة العناق) لو كانت اسم رجل فرخمته فيمن قال : ياحار لقلت :باعني تحذف القاف وتقلب الواو.
قال : ولو سميت به لصرفته ؛ لأنه ليس (بفعل) ونظير التخفيف في سمى قول الشاعر :
حيدة خالي ولقيط وعلي |
|
وحاتم الطائيّ وهّاب المئي |
فخفف الياء من (عليّ) وقال في بيت آخر :
يأكل أزمان الهزّال والسني
فهذا إمّا أن يكون رخم (سنين) ومئين وإما أن يكون بنى : سنة ومائة على : سني ومئي وكان أصلهما : سنو ومئو فلمّا حذف النون ورخم بقي الاسم آخره واو قبلها ضمة فلما أراد أن يجعله اسما كالأسماء التي لم يحذف منها شيء قلب الواو ياء وكسر ما قبلها ؛ لأنه ليس في الأسماء اسم آخره واو قبلها ضمة فمتى وقع شيء من هذا قلبت الواو فيه ياء وقد بيّن هذا فيما تقدم.
قال أبو بكر : ويجوز عندي أن يكون تقدير قول الشاعر : (سمي) أنّه (فعل) قصره من (فعول) فلمّا وقعت الواو بعد ضمة وهي طرف قلبها ياء وهذا التأويل عندي أحسن من حذف اللام ؛ لأن حذف الزائد في الضرورة أوجب من حذف الأصل وسماء مثل (عناق) في البناء والتأنيث وكذلك جمعهما سواء تقول (سميّ) وعنوق فسميّ (فعول) وعنوق (فعول)