وتقول في (فعلول) من (شويت) و (طويت) شوويّ وطوويّ وكان الأصل : شويوي وطويوي فقلبت الواو الأولى ياء ؛ لأن بعدها ياء متحركة وقلبت الواو الأخرى ياء للياء التي بعدها أيضا فاجتمعت أربع ياءات وصارت بمنزلة (أميّيّ) فكأنّها (طيييّ) (وشيييّ) ففعلت بها ما فعلت بأميّة حين نسبت إليها فقلت : أمويّ وتقول في (فيعول) من غزوت : غيزوّ فتصير بمنزلة (مغزوّ) وتقول فيها من قويت : قيّوّ فتقلب العين التي هي واو ياء ؛ لأن قبلها ياء ساكنة وتدغم الياء الأولى فيها وتدع واوي الطرف على حالهما ؛ لأن هذا ليس موضع تغير وتقول في (فيعل) من (حويت) و (قويت) : حيّا وقيّا فتقلب العين ياء ؛ لأن قبلها ياء ساكنة وتقلب اللام ألفا ؛ لأن أصلها التحريك وقبلها فتحة وتقول في (فيعل) من (حويت) و (قويت) : حيّ وقيّ وكان الأصل (حيوو وقيوو) ؛ لأنه من الحوّة والقوّة فقلبت الواو الأولى ياء من أجل الياء التي قبلها وسكونها وأدغمتها فيها ثمّ قلبت الواو التي هي لام ياء لإنكسار ما قبلها لأنّها لام فصار (حييّ) فاجتمعت ثلاث ياءات فحذفت كما تحذف من تصغير (أحوى) حين قلت : أحيّ كما ترى.
قال أبو عثمان : تقول في (فيعلان) من قويت وحويت وشويت : قيّان وحيّان وشيّان تحذف الياء التي هي آخر الياءات ولم تعد هذه الألف أن تكون كهاء التأنيث وألف النصب فهكذا أجر هذا.
قال : وأما قولهم : حيوان فجاء على ما لا يستعمل ليس في الكلام فعل يستعمل موضع عينه ياء ولامه واو فلذلك لم يشتقوا منه فعلا وعلى ذلك جاء (حيوة) فافهمه.
وكان الخليل يقول : (حيوان) قلبوا فيه الياء واوا لئلا تجتمع ياءان استثقالا للحرفين من جنس واحد يلتقيان.
قال أبو عثمان : ولا أرى هذا شيئا ولكنّ هذا كقولهم : فاظ الميت يفيظ فيظا وفوظا ولا يشتقون من فوظ (فعلا) وكذلك : ويل وويس وويح هذه مصادر وليس لهن فعل كراهة أن يكثر في كلامهم ما يستثقلون ولإستغنائهم بالشيء عن الشيء حتى يكون المستغنى عنه مسقطا وتقول في مثل (قمحدوة) من رميت : رميوّة وتقول في مثال (ترقوة) من رميت : رميوة وعلى