ففتح (يعيلى) ؛ لأنه لا ينصرف ولم يلحقه التنوين ؛ لأنه جعله بمنزلة غير المعتلّ ومثل ذلك قوله :
أبيت على معاري فاخرات |
|
بهنّ ملوّب كدم العباط |
فهذا لو أسكن فقال : معار فاخرات لم ينكسر الشعر ولكن فرّ من الزحاف ومثل ذلك :
فلو كان عبد الله مولى هجوته |
|
ولكنّ عبد الله مولى مواليا |
وأمّا قول القائل (١) :
سماء الإله فوق سبع سمائيا
ففيه ثلاثة أشياء.
منها أنّه جمع (سماء) على (فعائل) كما تجمع سحابة على سحائب وكان حقّ ذلك أن يقول : سمايا فبلغ به الأصل فقال : سماء ثم فتح فجعله بمنزلة الصحيح فقال : سماي يا فتى في موضع الجرّ كما تقول سمعت برسائل يا فتى فردّ (سمايا) إلى الأصل من جهات ردّ الألف التي هي طرف (سمايا) إلى الياء فصارت (سماي) ثمّ ردّ الياء الأولى التي تلي الألف إلى الهمزة فصارت (سماي) ثمّ أعرب الياء إعراب الصحيح فلم يصرف والياء في مثل هذا الجمع يلحقها التنوين فيقول : هؤلاء جوار فاعلم ومررت بجوار فاعلم. ورأيت جواري يا هذا.
__________________
(١) من مشطور الرجز ، قال أبو جعفر النحاس في" شرح شواهد س" ، نقلا عن الأخفش ، ومثله ابن جني في" شرح تصريف المازني" واللفظ له قال : " قد خرج هذا الشاعر عما عليه الاستعمال من ثلاثة أوجه :
أحدها : أنه جمع" سماء" على فعائل فشبهها بشمال وشمائل ، والجمع المعروف فيها إنما هو" سمي" على فعول ، ونظيره عناق وعنوق. ألا ترى أن سماء مؤنثة كما أن عناقا كذلك؟ والثاني : أنه أقر الهمزة العارضة في الجمع مع أن اللام معتلة ، وهذا غير معروف ، ألا ترى أن ما تعرض الهمزة في جمعه ولامه واو أو ياء أو همزة فالهمزة العارضة فيه مغيرة مبدلة نحو خطيئة وخطايا ، ومطية ومطايا ، ولم يقولوا : خطائي ولا مطائي!.
والثالث : أنه أجري الياء في" سمائي" مجرى الباء في ضوارب ، ففتحها في موضع الجر ، والمعروف عندهم أن تقول : هؤلاء جوار ومررت بجوار ، فتحذف الياء وتدخل التنوين. وللنحويين في ذلك احتجاج لما يذهبون إليه من أن أصل مطايا مطائي ، ألا ترى أن الشاعر لما اضطر جاء به على أصله فقال : " سمائيا" كما أنه لما اضطر إلى إظهار أصل" ضن".