الحمد لله العليّ الأجلل
يريد : الأجلّ.
وقال أبو العباس في قولهم :
قد علمت ذاك بنات ألببه
يريد : بنات أعقل هذا الحي.
وقال : ولا أجيز هذا إلّا في الشعر كقولك : (ضننوا).
فأمّا في الكلام فلا يجوز إلّا بنات ألبّه.
الثالث من الضرب الأول :
وهو تصحيح المعتلّ يجوز في الشعر ولا يصلح في الكلام تحريك الياءات المعتلة في الرفع والجرّ للضرورة نحو قولك في الشّعر : هذا قاضي ومررت بقاضي ؛ لأنه الأصل من ذلك قول ابن الرقيات :
لا بارك الله في الغواني هل |
|
يصبحن إلّا لهنّ مطّلب |
وقال جرير :
فيوما يجازين الهوى غير ماضي |
|
ويوما ترى منهنّ غولا تغوّل |
فهذه الياء حكمها على هذا الشرط أن تفتح في موضع الجرّ إذا وقعت في اسم لا ينصرف كما ترفع في موضع الرفع ، فإن اضطرّ شاعر إلى صرف ما لا ينصرف حرّكها في موضع الجر بالكسر ونوّنها كما يفعل في غير المعتلّ فأجراها في جميع الأشياء مجرى غير المعتلّ وكذلك حكمها في الأفعال أن ترفع في الياء والواو فتقول : زيد يرميك ويغزوك كما قال :
ألم يأتيك والأنباء تنمي |
|
بما لاقت لبون بني زياد |
هذا جزمه من قوله : (هو يأتيك) ، وأما الأسماء فقوله :
قد عجبت مني ومن يعيليا |
|
لمّا رأتني خلقا مقلوليا |