هو عند سيبويه على تقديم الخبر ناظر متى أشرف.
وأجاز أيضا أن يكون على إضمار الفاء والذي عند أبي العباس وعندي فيه وفي مثاله أنّه على إضمار الفاء لا غير ؛ لأن الجواب في موضعه فلا يجوز أن تنوي به غير موضعه إذ وجد له تأويل ومثله :
يا أقرع بن حابس يا أقرع |
|
إنّك إن يصرع أخوك تصرع |
فهذا على ما ذكرت لك وكذلك قوله :
فقلت تحمّل فوق طوقك إنّها |
|
مطبّعة من يأتها لا يضيرها |
أراد : لا يضيرها من يأتها وإنّك تصرع إن يصرع أخوك عند سيبويه وهو عندنا على إضمار الفاء.
فأمّا قوله :
من يفعل الحسنات الله يشكرها |
|
والشرّ بالشّرّ عند الله مثلان |
فإنّه على إضمار الفاء في كلّ قول.
السادس منه : ما حذف منه المنعوت وذكر النعت :
اعلم أنّ إقامة النعت مقام المنعوت في الكلام قبيح إلّا أن يكون نعتا خاصا يخصّ نوعا من الأنواع كالعاقل الذي لا يكون إلا في الناس والكاتب وما أشبه ذلك ممّا تقع به الفائدة ويزول اللبس فإذا اضطر الشاعر فله أن يقيم الصفة مقام الموصوف و (الذي) وضعت ليوصف بها مع صلتها فمن قبيح ما جاء في ضرورة الشّاعر قوله :
من أجلك يالتي تيّمت قلبي |
|
وأنت بخيلة بالودّ عني |
فأدخل (يا) على (التي) وحرف النداء لا يدخل على ما فيه الألف واللام إلا في اسم الله عز وجلّ وقد مضى ذكر ذا فشبه الشاعر الألف واللام في (التي) باللام التي في قولك (الله عز وجلّ) إذ كانتا غير مفارقتين للإسمين.
الثالث : مما جاء كالشاذّ وهو وضع الكلام في غير موضعه وتغيير نضده :