معترفاً بأعلمية الاِمام الصادق عليهالسلام فانتظر.
روى الاِمام المهدي في « المنهاج » ، وصاحب « المحيط » في كتابه ، والاِمام المرشد باللّه في « أماليه » عن محمد بن فرات ، قال : وقف زيد عليهالسلام على باب الجسر وجاء إلى أهل الشام ، فقال لأصحابه : انصروني على أهل الشام فواللّه لا ينصرني رجل عليهم إلاّ أخذت بيده أُدخله الجنّة ، ثم قال : واللّه لو عملت عملاً هو أرضى للّه من قتال أهل الشام لأفعلنّه ، وقد كنت نهيتكم أن لاتتبعوا مدبراً ، ولاتجهزوا على جريح ، أو تفتحوا باباً مغلقاً ، فإن سمعتموهم يسبّون علي بن أبي طالب فاقتلوهم من كل وجه (١).
٤ ـ روى الاِمام المهدي والسيد أبو العباس الحسني وأبو طالب في « الأمالي » بالاِسناد إلى سهل بن سليمان الرازي عن أبيه ، قال : شهدت زيد بن علي عليهالسلام يوم خرج لمحاربة القوم بالكوفة ، فلم أر يوماً قط كان أبهى ، ولا رجالاً كانوا أكثر قرّاء ، ولا فقهاء ولا أوفر سلاحاً من أصحاب زيد بن علي ، فخرج على بغلة شهباء وعليه عمامة سوداء ، بين يدي قربوس سرجه مصحف. قال : أيها الناس أعينوني على أنباط الشام ، فواللّه لا يعينني عليهم منكم أحد إلاّ رجوت أن يأتيني يوم القيامة آمناً ، حتى يجوز على الصراط ويدخل الجنّة ، واللّه ما وقفت هذا الموقف حتى علمت التأويل والتنزيل ، والمحكم والمتشابه ، والحلال والحرام بين الدفتين (٢).
إنّ هذه الخطب تحكي عن روح ثورية وبطولة باهرة ، وتفانٍ في سبيل الحقّ ، غير أنّ بعض المغالين في حقّه أدخل في خطبه ما لا يدّعيه زيد ، ولا يصدقه أهل بيته. ومن المكذوب المنسوب إليه ما روي عن أبي الجارود أنّ زيداً قال :
__________________
١ ـ السياغي : الروض النضير : ١ / ١٢٧.
٢ ـ المصدر نفسه : ١ / ١٢٧ ـ ١٢٨.