سلوني قبل أن تفقدوني ، سلوني فإنّكم لن تسألوا مثلي ، واللّه لا تسألوني عن آية من كتاب اللّه إلاّ أنبأتكم بها ، ولاتسألوني عن حرف من سنّة رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم إلاّ أنبأتكم به ، ولكنكم زدتم ونقصتم ، وقدّمتم وأخرّتم ، فاشتبهت عليكم الأخبار (١).
إلفات نظر :
كيف يصدق ذلك الكلام وقد روى ابن عبد البر بإسناده إلى سعيد بن المسيب ، قال : ما كان أحد من الناس يقول سلوني ، غير علي بن أبي طالب عليهالسلام (٢) قال العلامة المجلسي : أجمع الناس كلّ الصحابة ولا أحد من العلماء هذا الكلام (٣).
روى الأصبغ بن نباته قال : لما جلس علي عليهالسلام في الخلافة وبايعه الناس خرج إلى المسجد متعمماً بعمامة رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم لابساً بردة رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم ، متنَعِلاً نعل رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم ، متقلداً سيف رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فصعد المنبر فجلس عليه متمكناً ثم شبّك بين أصابعه فوضعها أسفل بطنه ثم قال : « يامعاشر الناس سلوني قبل أن تفقدوني ، هذا سفط العلم ، هذا لعاب رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم ، هذا مازقّني رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم زقّاً زقاً ، سلوني فإنّ عندي علم الأوّلين والآخرين ، أما واللّه لوثنيت لي وسادة فجلست عليها ، لأفتيت أهل التوراة بتوراتهم حتى تنطق التوراة فتقول : صدق عليّ ما كذب ، لقد أفتاكم بما أنزل اللّه فيّ ، وأفتيت أهل الاِنجيل بإنجيلهم حتى ينطق الاِنجيل فيقول : صدق عليّ ما كذب ، لقد أفتاكم بما أنزل اللّه فيّ ، وأفتيت أهل القرآن بقرآنهم حتى ينطق القرآن فيقول : صدق علي ما كذب ، لقد أفتاكم بما أنزل اللّه فيّ. وأنتم تتلون القرآن ليلاً ونهاراً ، فهل فيكم أحد يعلم ما نزل فيه؟ ولولا
__________________
١ ـ السياغي : الروض النضير : ١ / ١٢٨.
٢ ـ الاستيعاب : ٣ / ٣٩.
٣ ـ المجلسي : البحار : ١٠ / ١٢٨.