يوسف به فأُحرق ، ثم رضّه وحمله في سفينة ثم ذرّاه في الفرات.
وأمّا يحيى فإنّه لما قتل صلب بالجوزجان ، فلم يزل مصلوباً حتى ظهر أبو مسلم الخراساني واستولى على خراسان ، فأنزله وصلّى عليه ودفنه وأمر بالنياحة عليه في خراسان ، وأخذ أبو مسلم ديوان بني أُمية وعرف منه أسماء من حضر قتل يحيى ، فمن كان حياً قتله ، ومن كان ميتاً خلفه في أهله بسوء (١).
وقال السيد المدني في شرح الصحيفة :
« لما قتل أبوه زيد بن علي ، خرج يحيى حتى نزل بالمدائن ، فبعث يوسف بن عمر في طلبه ، فخرج إلى الريّ ثم إلى نيسابور من خراسان ، فسألوه المقام بها فقال : بلدة لم تُرفع فيها لعلي وآله راية لا حاجة لي في المقام بها ، ثم خرج إلى « سرخس » وأقام بها عند يزيد بن عمر التميمي ستة أشهر ، حتى مضى هشام بن عبد الملك لسبيله ، وولى بعده الوليد بن يزيد فكتب إلى « نصر بن سيار » في طلبه فأخذه ببلخ وقيّده وحبسه ، فقال عبداللّه بن معاوية بن عبد اللّه بن جعفر بن أبي طالب رضي اللّه عنه ، لما بلغه ذلك:
أليس بعين اللّه ما تفعلونه |
|
عشية يحيى موثق بالسلاسل |
كلاب عوت لا قدّس اللّه سرها |
|
فجئن بصيد لايحـل لآكل |
وكتب نصر بن سيار إلى يوسف بن عمر ، يخبره بحبسه وكتب يوسف إلى الوليد ، فكتب الوليد إليه بأن يحذره الفتنة ويخلّى سبيله فخلّى سبيله وأعطاه ألفي درهم وبغلين ، فخرج حتى نزل الجوزجان (٢) فلحق به قوم من أهلها ومن الطالقان ، زهاء خمسمائة رجل ، فبعث إليه « نصر بن سيار » ، سالم بن أحور فاقتتلوا
__________________
١ ـ أبو الفرج الأصفهاني : مقاتل الطالبيين : ١٠٣ ـ ١٠٨ ، والجزري : الكامل : ٥ / ٢٧١ ـ ٢٧٢.
٢ ـ الجوزجان : بزاي بين الجيمين المفتوحتين : كورة واسعة من كور بلخ بخراسان.