أشد قتال ثلاثة أيام حتى قتل جميع أصحاب يحيى وبقي وحده فقتل عصر يوم الجمعة سنة خمس وعشرين ومائة ، وله ثماني عشرة سنة ، وبعث برأسه إلى الوليد ، فبعث به الوليد إلى المدينة ، فوضع في حجر أُمه « ريطة » فنظرت إليه ، وقالت : شردتموه عنّي طويلاً ، وأهديتموه إليّ قتيلاً ، صلوات اللّه عليه وعلى آبائه بكرة وأصيلاً.
فلمّا قتل عبد اللّه بن علي بن عبد اللّه بن العباس ، مروان بن محمد بن مروان ، بعث برأسه حتى وضع في حجر أُمّه فارتاعت. فقال : هذا بيحيى بن زيد ، وكان الذي احتز رأس يحيى بن زيد ، سورة بن أبحر ، وأخذ العنبري سلبه ، وهذان أخذهما أبو مسلم المروزي فقطع أيديهما وأرجلهما وصلبهما. ولاعقب ليحيى بن زيد (١).
هذا ما يذكره الموَرّخون وقد كان ليحيى عند الاِمام الصادق عليهالسلام مكانة عالية ، وقد استشهد ولم يكمل العقد الثاني من عمره الشريف حيث تولد عام ١٠٧ هـ واستشهد في عام ١٢٥ هـ ولما سمع الاِمام الصادق شهادته وصلبه حزن حزناً عظيماً ومن كلامه في حقّ يحيى فيما بعد قال : « إنّ آل أبي سفيان قتلوا الحسين ابن علي صلوات اللّه عليه فنزع اللّه ملكهم ، وقتل هشام ، زيد بن علي فنزع اللّه ملكه ، وقتل الوليد ، يحيى بن زيد رحمهالله فنزع اللّه ملكه » (٢).
أمّا أعلام الاِمامية فقد عدّه الشيخ الطوسي في رجاله من أصحاب الاِمام الصادق عليهالسلام وقال : يحيى بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب المدني ، ومن غرائب الكلام عدّه من أصحاب الكاظم عليهالسلام مع أنّه ولد عام ١٢٨ هـ بعد ثلاثة سنين من استشهاد يحيى بن زيد.
__________________
١ ـ السيد علي خان المدني : رياض السالكين : ١ / ٦٩ ـ ٧٠.
٢ ـ المجلسي : البحار : ٤٦ / ١٨٢ ح ٤٦.