وممّن أوجز فيه الكلام أبو حنيفة الدينوري (ت ٢٨٢ هـ) في « الأخبار الطوال » قال : وفي ذلك العام (١٤٥ هـ) خرج على المنصور ، محمد بن عبد اللّه بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهالسلام الملقب بالنفس الزكية فوجّه إليه أبو جعفر ـ المنصور ـ عيسى بن موسى بن علي في خيل فقتل رحمهالله ، وخرج أخوه إبراهيم بن عبد اللّه بن الحسن بن الحسن فقتل رضوان اللّه عليه (١).
وقال اليعقوبي : « وظهر محمد بن عبد اللّه بن الحسن بن الحسن بالمدينة مستهل رجب سنة ١٤٥ هـ ، فاجتمع معه خلق عظيم وأتته كتب أهل البلدان ووفودهم ، فأخذ رياح بن عثمان بن حيّان المري عامل أبي جعفر ، فأوثقه بالحديد وحبسه ، وتوجه (أخوه) إبراهيم بن عبد اللّه بن الحسن بن الحسن إلى البصرة وقد اجتمع جماعة فأقام مستتراً ، وهو يكاتب الناس ويدعوهم إلى طاعته ، فلما بلغ أبا جعفر أراد الخروج إلى المدينة ثم خاف أن يدع العراق مع ما بلغه من أمر إبراهيم ، فوجّه عيسى بن موسى الهاشمي ، ومعه حميد بن قحطبة الطائي في جيش عظيم فصار إلى المدينة ، وخرج محمد إليه في أصحابه فقاتلهم في شهر رمضان ومضى أصحابه إلى الحبس فقتل رياح بن عثمان وكانت أسماء ابنة عبد اللّه بن عبيد اللّه بن العباس بالمدينة وكانت معادية لمحمد بن عبد اللّه ، فوجهت بخمار أسود قد جعلته مع مولى لها حتى نصبه على مأذنة المسجد ، ووجّهت بمولى لها يقال له : مجيب العامري إلى عسكر محمد ، صاح : الهزيمة الهزيمة قد دخل المسوّدة المدينة ، فلمّا رأى الناس العلم الأسود انهزموا وأقام محمد يقاتل حتى قتل ، فلمّا قتل محمد بن عبد اللّه بن الحسن ، وجه عيسى بن موسى ، كثير بن الحصين العبدي إلى المدينة فدخلها ، فتتبع أصحاب محمد فقتلهم وانصرف إلى العراق (٢).
__________________
١ ـ الدينوري الأخبار الطوال : ٣٨٥ ، طبع مصر ، الحلبي ، وممّن أوجز الكلام فيه النسابة العلوي العمري صاحب المجدي : ٣٧.
٢ ـ ابن واضح الاِخباري : تاريخ اليعقوبي : ٢ / ٣٧٦.