يتعاطفون مع أهل البيت وعلى مقدمتهم الشخصيتان البارزتان : محمد ابن الحنفية ، وعلي بن الحسين زين العابدين عليهالسلام من دون أن يتخذ ابن الحنفية إماماً وقدوة للشيعة.
ففي هذه الظروف نهض إنسان غيور ، وشجاع مقدام ، وسيف بتّار ، لأخذ ثار الاِمام الحسين ألا وهو المختار بن أبي عبيدة الثقفي الذي كان يحب أهل البيت عليهمالسلام منذ نعومة أظفاره إلى أن ألقى حمامه في طريق أخذ ثارهم ، ونال أُمنيته باجتثاث جذور أعدائهم ، وسفك دمائهم ، فأشفى صدور قلوب الموَمنين وعلى رأسهم أئمة أهل البيت والهاشميون والهاشميات بأجمعهم.
لقد كان الاتصال الوثيق مع أكابر أهل البيت يوم ذاك رصيداً كبيراً للثائر لغاية التفاف شيعة العراق حول المختار ولولا ذلك لما تمكن من إنهاضهم إلى ميادين القتال. وبما أنّ محمد ابن الحنفية ـ رض ـ كان كبير العلويين في السن لم يكن له بد من التعاطف معه وكان له مثل ذلك سيد الساجدين ، ولأجل المواصلة والمكاتبة مع العظيمين جلب اهتمام الشيعة لنفسه ، وأقام نهضة كبيرة أخذ بها ثأر الحسين عليهالسلام لا بل كانت ناراً أحرقت أُمنيات بني أُمية وأبادت آثارهم واجتثت جذورهم.
ولما كانت ثورته ثقيلة على مناوئي أهل البيت عليهمالسلام أرادوا إسقاطه من أعين الناس فتحاملوا عليه من جانب العقيدة فرموه باختراع المذهب حتى رموه بادّعاء النبوة ونزول الوحي حتى صاغوا له جملاً مضاهية لجمل الكهنة ، ونسبوها إليه (١). ولم يكن لهم غاية إلاّ القضاء على نهضته وثورته.
يقول البغدادي : « فلمّا تمت للمختار ولاية الكوفة والجزيرة والعراقين ،
__________________
١ ـ البغدادي : الفرق بين الفرق : ٤٦.