الحسين لم يكن واقفاً عليها عن كثب ، وإلاّ لما ترك المذهب ، وقد وصل إلينا من كتبه ، كتابه « شرح التجريد في فقه الزيدية » في ثلاثة أجزاء كبار ـ على القطع الرحلي ، نشرته مكتب عنبر بدمشق عام ١٤٠٥ والكتاب شرح لفتاوى الاِمامين : القاسم بن إبراهيم الرسي ، والهادي يحيى بن الحسين بوجه مبّسط ، وقد تجلّـى فيه تبحره في الفقه الزيدي بعيداً عن الفقه الحنفي كما هو ظاهر لمن طالع الكتاب بالاِمعان والدقة ولأبي الحسين الهاروني ، شعر رائق منه ما يمدح به الصاحب بن عباد نقتبس منه ما يلي :
سقى عهدها ، صوب من المزن الهاطل |
|
يحيّى بها تلك الربا والمنازل |
منازل نجم الوصل فيهن طالع |
|
يضىء ونجم الهجر فيهن آفل |
إلى أن يقول :
ألا أيّها ذا الصاحب الماجد الذي |
|
أنا مله العليا غيوث هواطل |
أنامل لو كنت تشير إلى الصفا |
|
تفجر للعافين منها جداول |
إليك عميد المجد سارت ركابهم |
|
وليس لهم إلاّ علاك وسايل |
وأسعدتهم والنحس لولاك ناجم |
|
وأعذرتهم والذل لولاك شامل |
فكل زمان لم تزينه عاطل |
|
وكل مديح غير مدحك باطل (١) |
__________________
١ ـ شرح التجريد : قسم المقدمة : بقلم يوسف بن السيد محمد الموَيد الحسن : ٧١ ـ ٧٢.