الكشف والبيان والبرهنة والاستدلال دون البعض الآخر والمجموع عبارة عن :
١ ـ الأوّليات ٢ ـ المشاهدات ٣ ـ المتواترات ٤ ـ التجربيات ٥ ـ الحدسيات ٦ ـ الفطريات.
ولكل تعريف واحد ، والثلاثة الأول وإن كانت غنية عن البرهنة والاستدلال ، لكن الثلاثة الأخيرة ، بحاجة إليها. مع كونها من أُصول اليقينيات والبديهيات لدى المنطقيين.
مثلاً كون نور القمر مستفاداً من الشمس من الحدسيات ، لكن الاِذعان بالحكم المذكور غير غني عن البيان ، ولأجل ذلك يستدل عليه بتشكل القمر عند اعتراض الأرض بينه وبين الشمس ، ومثلها التجربيات التي لا تفارق عن بذل الجهد ، في طريق المطلوب أيّاماً وشهوراً. وأمّا الفطريات فمصطلح المنطقيين فيها غير مصطلح القرآن ، فهي عندهم عبارة عما لا يصدقه العقل بمجرد تصور طرفيها ـ كالأوّليّات ـ بل لا بد من وسيط إلاّ أنّ هذا الوسيط ليس مما يذهب عن الذهن حتى يحتاج إلى الفكر.
وعلى ذلك فليس كل قضية ضرورية ، غنية عن الكشف والبيان.
إنّ الاِمام ابن حمزة جعل القضايا الضرورية مساوية للأوّليّات التي يصدقها العقل لذاتها وبدون سبب خارج عن ذاتها مثل قولنا ، الكل أعظم من الجزء وغفل عن أنّ المراد من النصّ الجلي هو المفيد للعلم بالضرورة وإن كانت الاِفادة متوقفة على أُمور بسيطة ، لو التفت إليها ، لحصل العلم ، فبذل الجهد في الاستدلال بحديث الغدير ، سنداً ومضموناً لا ينافي كونها من القضايا اليقينية المفيدة لليقين ولو بعد التأمل في أُمور حوله.
وثالثاً : أنّ النبي الأكرم ألقى حديث الغدير الذي هو من أوضح الأدلة على إمامة علي عليهالسلام في منصرفه عن حجة الوداع في أرض تسمى بـ « غدير خم » ،