ابن المرتضى ويطلب منه إطلاق سراحه بالأبيات الشعرية التالية :
فقلت له فداك أبي وأُمي |
|
تلطف بالقرابة والرحامة |
فإنّ السيد المهدي منكم |
|
بمنزلة تحق له الفخامة |
ألم يكن جدك المهدي خالاً |
|
له وكفى بذاك في الرحامة |
أخاف إذا استمر القيد فيه |
|
تجىء مقيداً يوم القيامة |
فيسألك الاِله بأي ذنب |
|
تقيده وتحبسه ظلامة (١) |
أُعتقل ابن المرتضى في سجن صنعاء سبع سنوات ثم أفرج عنه فتوجه إلى « ثلاء » سنة ٨٠١ هـ إلى صعدة سنة ٨٠٢ هـ وفي سنة ٨١٦ هـ رحل إلى بلاد حجّة وتزوج هناك وعكف إلى التأليف وترك الترقب بالمهدي وأراح قلبه من مشاكل السياسة ، وقد ترجمه غير واحد من الأعلام منهم : الشوكاني ، قال :
(ولد) بمدينة ذمار يوم الاثنين لعله سابع شهر رجب سنة ٧٧٥ هـ خمس وسبعين وسبعمائة (٢) قرأ في علم العربية فلبث في قراءة النحو والتصريف والمعاني والبيان قدر سبع سنين. وبرع في هذه العلوم الثلاثة وفاق غيره من أبناء زمانه ثم أخذ في علم الكلام على صنوه الهادي ، وعلى القاضي يحيى بن محمد المدحجي فسمع على الآخر الخلاصة وحفظ الغياضة ثم شرح الأصول للسيد مانكديم ، ثم أخذ في علم اللطيف فقرأ تذكرة ابن متويه على القاضي المذكور مرة. ثم على القاضي على بن عبد اللّه بن أبي الخير مرة أُخرى ثم قرأ عليه المحيط والمعتمد لأبي الحسين البصري ومنتهى السوَل. وسمع على الفقيه علي بن صالح السيرة النبوية ونظام الغريب ، ومقامات الحريري. وعلى المقرىَ المعروف بابن النساخ الكشاف ،
__________________
١ ـ التحف شرح الزلف : ١٢٧ ـ ١٢٨.
٢ ـ ويروى أنّه ولد ٧٧٤ هـ كما عليه المقدم للكتاب البحر الزخار.