الوهم والخيال نسجها مناوئوا أهل البيت لتشويه سمعة الشيعة الاِمامية ، ولنأتي بنموذج عنها وهم الفرق الأربعة الأخيرة ، أعني : الهشامية والزرارية واليونسية والشيطانية فإنّك لا ترى أثراً من هذه الفرق في كتب الشيعة الاِمامية.
أمّا الأولى : أي المنسوبة إلى هشام بن الحكم فمختلقة ، فإنّ هشام بن الحكم من متكلّمي الشيعة الاِمامية وبطانتهم وممّن دعا له الاِمام الصادق عليهالسلام فقال : « ماتزال موَيداً بروح القدس ما نصرتنا بلسانك ».
قال الشهرستاني : هذا هشام بن الحكم صاحب غور في الأصول لا يجوز أن يُغفل عن إلزاماته على المعتزلة ، فإنّ الرجل وراء ما يلزم به على الخصم ، ودون مايُظهره من التشبيه!! وذلك أنّه ألزم العلاّف (١).
سيوافيك أنّ ما نقله عنه من التشبيه يرجع إلى زمن شبابه قبل اتصاله بالاِمام الصادق عليهالسلام ويعتبر الرجل بخواتيم أعماله ومعتقداته.
يقول أحمد أمين : أكبر شخصية شيعية في الكلام وكان جداً قوي الحجّة ، ناظر المعتزلة وناظروه ونقلت له في كتب الأدب مناظرات كثيرة متفرقة تدلّ على حضور بديهته وقوة حجّته.
إنّ الشيخ الأشعري قد أطنب الكلام عنه وذكر له عقائد خرافية في تجسيمه سبحانه وعطف عليه هشام بن صادق الجواليقي واشتراكهما في التجسيم ومضاعفاته (٢) وذكره البغدادي بنفس النص مع تلخيص (٣) ، وتبعهما من جاء بعدهما كالشهرستاني غير أنّ هوَلاء لابتعادهم عن التعرّف برجال الشيعة لم يعرفوا هشام بن الحكم حقّ المعرفة واشتبه عليهم الأمر ، فإنّ هشام كان بداية أمره من
__________________
١ ـ الشهرستاني : الملل والنحل : ١ / ١٨٥.
٢ ـ الأشعري : مقالات الاِسلاميين : ١ / ٣١ ـ ٣٤.
٣ ـ البغدادي : الفرق بين الفرق : ٦٥ ـ ٦٩.