وقد روي أنّ الاِمام الشافعي زار مرقد الاِمام أبي حنيفة وصلى فيه ولم يَقنُت ، ثم سئل عن ترك القنوت مع أنّه مذهبه ، قال توقيراً للاِمام فإنّه لا يرى القنوت سائغاً.
هذا هو عقل الاِمام الشافعي وتدبيره وليكن لنا أُسوة :
٢ ـ إنّ الاقتصـار بما في بلوغ المـرام من الروايات ، في مقام الاِفتاء شاهد صدق على أنّ الرجل ترك مذهب أهل البيت تماماً ، وتفتح على روايات أهل السنّة وصار ينقض ويبرم في ظل أحاديثهم. ومن المعلوم أنّ التظاهر بتلك الفكرة في الأوساط الزيدية يثير حفيظة الأكثرين وليس المروي عن أئمة أهل البيت ، بأدنى مما روى عن الصحابة والتابعين.
٣ ـ يبدو أنّ ابن الأمير كان إنساناً ساذجاً متأثراً بكل تيّار يصل إليه إذا رافق نفسيته ، ولما بلغ إليه خروج محمد بن عبد الوهاب في نجد ، ووقف على رأيه من تدمير آثار الرسالة والنهي عن التوسل والزيارة أخذ بترويج أفكاره ولم يقتصر بذلك وقد ألّف كتاباً في ذلك المضمار أسماه « تطهير الاعتقاد من أدران الاِلحاد » واسمه يحكى عن مدى تعصبه بالتوهّب ، قد أكثر عنه النقل السيد الأمين ـ قدسسره ـ في كتاب كشف الارتياب (١) وهذا يعرب عن ان ابن الأمير اغترّ بمنهجه من دون دراسة وتحليل ثم إنّه أنشأ قصيدة في مدح الداعي وهنّأ به وقال :
سلام على نجد ومن حلّ في نجدٍ |
|
وإن كان تسليمي على البعد ، لا يُجدي |
إلى أن يقول :
وقد جاءت الأخبار عنه بأنّه |
|
يُعيد لنا الشرع الشريف بما يبدي |
ثم هو يتعاطف مع مقولة الحركة ومحتواها ، ويقول في مدح محمد بن عبدالوهاب:
__________________
١ ـ كشف الارتياب : ١٠.