لقد عزب عن ابن الأمير أنّه هو الذي أحلّ سفك دمائهم حيث شبههم في قصيدته الأولى عبّاد « سواع » و « ود » وهل يكون دم الوثني! محترماً مصوناً.
إنّ الأمير ندم حين ما لا ينفعه الندم ، وقد أظهر الندامة بعد سفك الدماء الطاهرة ، وقتل النفوس الأبرياء ، ونهب الأموال ، وتدمير البيوت والخيام ، بحجّة أنّهم يتوسلون بالنبي ، أو يزورون قبره الشريف ومن قرأ تاريخ الوهابية الأثيمة يقف على أنّه أُسس على قتل الآف من الرجال والنساء والأطفال ، الذين كانوا يقولون : لا إله إلاّ اللّه ، محمد رسول اللّه ، يصلّون ، يزكون ، ويحجّون ومانقموا منهم إلاّ أنّهم كانوا يعزّرون النبي الأكرم ، ويمجّدون نبي التوحيد ، ويتبرّكون بآثاره ، كما كانت الصحابة متبركين بها.
وعلى كل تقدير فقد تخلّى ابن الوزير عن المذهب الزيدي وتحول إلى سلفي وهابي ، وتسرع في تأييد موقف ابن عبد الوهاب ، فلو كان مذهب السلف ، الاِخافة وسلّ السيف ، وضرب الرقاب ، وتدمير آثار الرسالة ، وإنساء الأنبياء والأولياء عن الأذهان ، وإثبات جهة الفوق والاستواء على العرش الذي هو فوق السموات والأرض ، والجسمية والغضب والضحك واليد اليمنى والشمال ، والأصابع والكف للّه سبحانه بمعانيها اللغوية ، فألف سلام اللّه على الخلف مع بدعه المزعومة ، وتوسلاّته المختلقة بزعمهم.