وسمع جميع سنن أبي داود وتخريجها للمنذري ، وبعض المعالم للخطابي ـ إلى أن قال : ـ وكذلك بعض المنتقى لابن تيميّة على السيد القادر بن أحمد وكذلك سمع شرح بلوغ المرام (١).
لقد ترك الشوكاني آثاراً في التفسير والفقه والحديث والكلام وهنا نذكر من آثاره ما يلي :
١ ـ فتح القدير في التفسير ، وقد طبع في خمسة أجزاء جمع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير.
٢ ـ نيل الأوطار شرح منتقى الأخبار في الحديث ، والمنتقى تأليف الشيخ أبو البركات شيخ الحنابلة مجد الدين عبد السلام بن عبد اللّه الحرّاني (٥٤٢ ـ ٦٢١ هـ) جد ابن تيمية.
٣ ـ القول المفيد في أدلّة الاجتهاد والتقليد.
٤ ـ إرشاد الثقات إلى اتفاق الشرائع على التوحيد والميعاد والنبوات ، ردّ به على موسى بن ميمون الأندلسي اليهودي.
إنّ الاِلمام بحياة الشوكاني دراسة وقراءة ، أُستاذاً وشيخاً ، تعرب عن أنّه كان سلفيّ المذهب ، متحرّراً عن التقيّد بمذهب أحد الأئمّة ، وكتابه « نيل الأوطار » يشهد على ذلك. وقد أوجد هزّة في الأوساط اليمنية ، وهو وإن أخذ من السلفية ، بهذا الجانب ، الجميل ، ولكنّه تورّط في مغبّة لوازم التجسيم والتشبيه ، وتتلخص عقائده في الأمور التالية :
أوّلاً : يرى حمل صفات اللّه تعالى الواردة في القرآن والسنّة على ظاهرها من غير تأويل ، وقد ألّف رسالة في ذلك سمّـاها : « التحف بمذهب السلف » ويذكر في تفسير قوله سبحانه : « وَسِعَ كُرسيّهُ السَّمواتِ والأرض » (البقرة ـ ٢٥٥) أنّ
__________________
١ ـ الشوكاني : البدر الطالع : ٢ / ٢١٤ ـ ٢١٧.