الكرسي جسم وردت به الآثار بصفته. ثم ذكر الأقوال الأخر.
وقال : والحقّ هو الأوّل ، ولا وجه للعدول عن المعنى الحقيقي إلى مجرد خيالات وضلالات (١).
والمتتبع في تفسيره يجد أنّه يقوي مذهب السلف في غالب المواضع حتى روَية اللّه في الآخرة لو سلم كونها مذهب السلف.
ثانياً : لا يرى للمجتهد تقليد أئمة المذاهب الفقهية ، وهو في تلك الفكرة مصيب مشكور ، لكنّه أفرط في تطبيق الآيات الذامة للمشركين في تقليدهم الآباء ، على مقلدي أئمة المذاهب (٢).
نحن نقدر كسر قيد الالتزام بالمذاهب الفقهية للمستطيع استخراج الأحكام عن أدلتها الشرعية ، لكن المجتهد المطلق عبارة عمن استوعب الأدلّة واستقصاها ومنها الأحاديث المروية عن أئمة أهل البيت التي رواها شيعتهم من زيدية وإسماعيلية وإمامية ، لكن الأسف أنّ المتخرجين في حقول الفقه إمّا مقلد لأئمّة الفقه أو خارج عن هذا الاِطار ، ولكنّه ضارب عن أحاديث العترة ، مع أنّها أحد الثقلين.
ثالثاً : إنّ الرجل جمع بين القولين المتضادين ، فمن جانب يرى أنّ الشهداء أحياء حقيقة لا مجازاً.
قال في تفسير قوله تعالى : « وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقتَلُ فِي سَبيلِ اللّهِ أمواتاً بَل أحياءٌ عِندَ رَبِّهِم يُرزقُون » (آل عمران ـ ١٥٤) :
__________________
١ ـ الشوكاني : فتح القدير : ١ / ٢٧٧ ـ ٣٧٣ ، ط ، دار المعرفة بالأفست بيروت ، لبنان وكل ما ننقله فهو من هذه الطبعة.
٢ ـ لاحظ فتح القدير ، سورة الأعراف ، تفسير قوله سبحانه : ( وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا آباءنا عليها ... ) (الآية ٢٨).